قتلت قوات الأمن السورية السبت، ثلاثة أشخاص وأصابت عددًا آخر بجروح في تلكلخ، القريبة من حمص وسط سوريا، وفق ما أفاد شاهد عيان، بعد يوم قتل فيه خمسة متظاهرين في إطات الاحتجاجات المطالبة بالحرية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الشاهد إن "قوات الأمن التي تحاصر منذ الصباح تلكلخ، تطلق النار من أسلحة آلية"، وأشار إلى أن إطلاق الرصاص أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة العديدين بجروح.
وكان آلاف الاشخاص تظاهروا الجمعة في البلدة القريبة من مدينة حمص ثالث أكبر المدن السورية وتقع على بعد 160 كلم شمالي العاصمة دمشق. وجاء ذلك بعد يوم سُجل فيه مقتل خمسة أشخاص برصاص قوات الأمن وفق ناشط حقوقي، رغم أوامر صدرت بعدم إطلاق النار على المتظاهرين.
وتواصل منذ صباح السبت نزوح مئات المواطنين السوريين معظمهم من النساء والأطفال من بلدة تلكلخ نحو منطقة وادي خالد في شمال لبنان هربا من أعمال العنف، وبينهم مصابون بالرصاص، بحسب مصادر متطابقة.
وبعيد الحادية عشرة والنصف بالتوقيت المحلي، اجتازت مجموعة من الأشخاص معبر البقيعة الحدودي في شمال لبنان، وما أن وصلوا إلى الأراضي اللبنانية، وقد بدا الخوف والهلع على وجوههم، بدأ حوالى ثلاثين شخصا يهتفون "الشعب يريد اسقاط النظام".
وذكر مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية إن سيارة إسعاف في الجانب السوري من المعبر ينزل أشخاص فيها ثلاثة مصابين ويضعونهم أرضا، ثم يغادرون مسرعين بالسيارة. وعلى الإثر، عمد مدنيون إلى حمل المصابين وهم امرأتان وشاب، ليعبروا بهم معبر البقيعة سيرا على الأقدام مسافة حوالى خمسين مترا، ثم وضعوهم في سيارات إسعاف لبنانية نقلتهم إلى مستشفيات لبنانية في المنطقة.
وكان تم في وقت سابق نقل جريحين آخرين، أحدهما إلى مستشفى رحال في عكار والآخر إلى مستشفى السلام في القبيات.
وأفاد رئيس بلدية بلدة المقيبلة (ضمن منطقة وادي خالد) السابق محمود خزعل الذي يتولى استقبال النازحين السوريين وتأمين انتقالهم الى حيث يريدون في لبنان، أن أكثر من "500 شخص عبروا منذ الساعة السابعة (بالتوقيت المحلي) من هذا الصباح، معظمهم من النساء والأطفال".
وأشار أيضا إلى وجود معوقين بين النازحين ساعدهم الجيش اللبناني على المرور. وينتشر الجيش اللبناني بكثافة في محيط معبر البقيعة وفي منطقة وادي خالد.
وقال خزعل الذي يعرف غالبية سكان المنطقة ويعرف- بحسب قوله -"عددا كبيرا من سكان تلكلخ، بحكم الجيرة والصداقة والقربة"، إنه يعمل مع آخرين على "تامين وسائل النقل للنازحين توصلهم إلى الجهة المقصودة في منازل أقرباء لهم في وادي خالد ومشتى حمود والمقيبلة، أو حتى إلى طرابلس"، أكبر مدن شمال لبنان.
وأوضح أن الموجودين في الجانب اللبناني يسمعون أصوات إطلاق نار كثيف ومتقطع في الجانب السوري، لكنهم لا يعرفون المصدر، وذكر أن "القادمين يقولون إن القوى الأمنية هي التي تطلق النار وتطوق تلكلخ"، المدينة ذات الغالبية السنية التي بدأت الاضطرابات فيها منذ حوالى أسبوعين.
وقال عبد الكريم الدندشي وسط بكاء وصراخ نساء وصلن معه إلى الجانب اللبناني، إن "النظام الطائفي يقتل أهله داخل سوريا، ورامي مخلوف (رجل الاعمال وقريب الرئيس السوري بشار الاسد) يدفع أموالا للشبيحة لكي يقتلوا أهلنا".
ونفى الدندشي ما ذكر عن إعلان "امارة اسلامية" في مدينة تلكلخ السورية، وقال "ليس هناك إسلاميون، نحن علمانيون. التكفيري هو بشار الأسد وحزب الله الذي يدعمه".
وكانت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ "حزب الله" أوردت الجمعة مزاعم مفادها أنه تم إعلان "إمارة إسلامية" في تلكلخ "تعمل السلطات السورية على تفكيكها"، وأن إسلاميين يحاولون اعلان "امارة اسلامية" في حمص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق