أما بعد ... فقد أرسل الله تبارك وتعالى رسوله محمداً رسولاً للعالمين...
كما قال تبارك وتعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]
فهو رسول إلى البدوي في الصحراء، ورسول إلى العالِم وراء مختبراته في عصرنا، رسول إلى كل العقول...
والرسل قبل محمد، كان كل رسول يبعث إلى قومه خاصة...
كما قال الله عز وجل: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]
أما رسالة محمد فهي للناس جميعاً، ولذلك جعل الله تبارك وتعالى بيِّنة ومعجزة محمد مختلفة عن معجزات وبينات الرسل قبله... فبينات الرسل قبل محمد يراها المعاصرون للرسول، ومن جاء بعدهم من أجيال متقاربة، ثم يرسل الله سبحانه وتعالى رسولاً آخر، فيجدد الدين ويجدد معه المعجزة والبينة...
لكن محمد هو الرسول الخاتم إلى يوم القيامة، لذا فقد جعل الله تبارك وتعالى معجزته خالدة باقية، فلو طلبنا من يهودي أو نصراني أن يرينا شيئاً من دلائل نبوة الأنبياء السابقين فلن يستطيع أحد منهم أن يرينا شيئاَ، فلو قلت لليهودي أرني عصا موسى لقال لا أستطيع، ولو سئلت أي نصراني أن يُحضر لك عيسى ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ ليحيي الموتى بإذن الله، لقال لا أملك ذلك، فهذا الأمر ليس لنا منه إلا الخبر التاريخي...
لكن المسلم إذا سُئل عن أكبر معجزات النبي فسيكون قوله بكل فخر وعزة: إنها معجزة القرآن، إنها المعجزة الخالدة التي بين أيدينا، ويمكن للناس جميعاً أن يتفحصوا ما فيها، كما قال الله تبارك وتعالى:
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ...} [الأنعام: 19]
ويمكن لـ أهل عصرنا، لـ الباحثين، لـ الأساتذة في الجامعات، لـ العلماء، لـ قادة الفكر الإنساني، أن يفحصوا العلم الذي في كتاب الله عز وجل...
إن أهل عصرنا قد تفوقوا في الكشوف الكونية بأنواعها المختلفة من فلك، وتشريح، وجيولوجيا، وعلوم بحار...الخ، وقد تكلم القرآن العظيم منذ أكثر من 1400 عام عن الكون بما فيه، وعن النفس الإنسانية، وعن الكثير من العلوم في مختلف المجالات...
وقد تم عرض الكثير من هذه الحقائق العلمية الموجودة في القرآن العظيم والسُنَّة النبوية المطهرة على العديد من أكابر العلماء المتخصصين كلٌ في مجاله، وقام كل منهم بفحص هذه الحقائق العلمية المذكورة منذ أكثر من 1400 عام...
فماذا كانت النتيجة؟؟
ومع مرور السنين، ومع تقدم علوم الفيزياء النووية والفلك، أصبحت هذه النظرية العلمية حقيقة ثابتة لا جدال فيها، فبحسابات علماء الفيزياء النووية والفلك الآن، فإن الكون كان منذ حوالي 15 مليار سنة تقريباً عبارة عن كتلة غازية هائلة الكثافة شديدة الحرارة حجمها لا يتجاوز قطره جزءاً من الألف من السنتيمتر ...
ـ ومن الاكتشافات الكونية التي أيدت هذه النظرية وهو أن جميع العناصر المكونة للأقمار والكواكب هي عناصر واحدة، بمعنى أن الكون كله يتكون من نفس العناصر وهذا وإن دل فيدل على أن هذا الكون هو في الأصل شيء واحد، وهذا ما يجمع عليه علماء الفيزياء النووية والفلك الآن، ولذا فـانفتاق الكون، وانشطاره بعد أن كان شيئاً واحداً ملتصقاً (رتقاً) أصبحت حقيقة علمية واضحة تمام الوضوح لا جدال فيها...
ـ وقد صاحب هذا الاكتشاف العظيم لكيفية نشأة الكون، اكتشاف علمي آخر وهو أنه: ((لا حياة في أي كوكب أو قمر بدون وجود عنصر الماء))
فإذا حدث وتم اكتشاف خلو أي جُرم سماوي من الماء انتهت احتمالات البحث عن وجود أي نوع من الحياة على ظهره...
ـ ونلاحظ أيضاً أن الذين اكتشفوا هذه الاكتشافات العلمية الهائلة هم من الكفار سواء أوربا وأمريكا الصليبية أو روسيا الملحدة، فلم يكن للمسلمين أي دور في هذه الاكتشافات العلمية...
يقول الله تبارك وتعالى:
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء: 30]
ـ وفي لقاء مع الدكتور ـ الألماني الجنسية ـ ((الفريد كرونر)) أحد أشهر علماء العالم في الجيولوجيا، والمشهور بنقده لنظريات أكابر العلماء في الجيولوجيا، وبعد أن تم اطلاعه على هذه الاكتشافات الكونية الهائلة، وبعد أن رأى ترجمة الآيات التي تتحدث عن نفس هذه المعلومات، اندهش وحاور وجادل...
ـ وفي نهاية الأمر، قال الدكتور ((الفريد)):
ـ بالتفكير في كثير من هذه المسائل، وبالتفكير من أين جاء محمد ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ، وأنه على أية حال كان بدوياً، أعتقد أنه من المستحيل تقريباً أن يكون قد عرف بعقله أية معلومات عن أشياء مثل ((أصول الكون)) لأن العلماء قد اكتشفوا ذلك فقط خلال السنوات القليلة الماضية بواسطة وسائل معقدة ومتقدمة تكنولوجياً جداً...
ـ وأضاف قائلاً: وشخص لا يعرف شيئاً عن الفيزياء النووية منذ 1400 سنة، لا يستطيع ـ في رأيي ـ أن يكون في وضع يمكنه أن يكتشف بعقله أن السماوات والأرض لهما نفس الأصول، أو كثيراً من المسائل الأخرى التي ناقشناها هنا..
ـ سأحدثكم كيف تكونت كل العناصر على وجه الأرض، لقد اكتشفنا هذا، بل وقد تم إثبات كل هذه الاكتشافات عن طريق العديد من التجارب.
إن العناصر المختلفة لكي تجتمع فيها الجسيمات من إلكترونات وبروتونات ونيترونات...الخ، لكي تتحد هذه الجسيمات في ذرة كل عنصر تحتاج إلى طاقة...
وعند حساب الطاقة اللازمة لتكوين ذرة حديد واحدة ، وجدنا أن هذه الطاقة اللازمة يجب أن تكون مثل طاقة المجموعة الشمسية 4 مرات، ليست طاقة الأرض ولا الشمس ولا المريخ.... الخ، ولا كل هذه المجموعة الشمسية تكفي طاقتها لتكوين ذرة الحديد، فالشمس نفسها التي تمتلئ بالطاقة تحتاج علمياً إلى آلاف السنين حتى تتحول العناصر التي تكونها إلى عنصر الحديد ، وذلك عن طريق الانشطارات النووية التي تتم في لحظة داخل الشمس، ثم قال هو بنفسه:
ولذلك يعتقد العلماء أن عنصر الحديد هو عنصر غريب نزل من مكان ما في السماء إلى الأرض عن طريق النيازك أو الشهب، (( وذلك في الفترات الأولى لتكون الأرض، حيث كان سطح الأرض لا يزال رطباً يسهل اختراقه، ومن ثم اخترقت هذه النيازك والشهب القشرة الأرضية، حتى استقرت في مركز الأرض...!!)).
يقول الله تبارك وتعالى:
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحديد: 25]
ـ وبعد أن شاهد ترجمة هذه الآية، وغيرها من الآيات التي تتكلم عن مجال الفلك...
تم سؤاله عن رأيه في ما قرأه وشاهده فأجاب:
ـ هذا سؤال صعب ظللت أفكر فيه منذ أن تناقشنا هنا، وإنني مندهش جداً كيف أن بعض الكتابات الدينية القديمة (قبل 1400 عام) تبدو متطابقة مع علم الفلك الحديث بصورة ملفتة للأنظار...
ـ وهذا الدرع الذي يأتي من الحقل المغناطيسي للأرض يحفظ الأرض وغلافها الجوي من الأشعة الكونية المتأتية من النجوم وخاصة من أشعة الرياح الشمسية التي قد تصل سرعتها إلى معدل 1.5 مليون كم/الساعة تقريباً...
ـ فلولا أن خلق اللهُ لنا هذا الحقل المغناطيسي الأرضي الذي هو سبب في حفظ الغلاف الجوي لفتكت أشعة جاما وأشعة ألفا والقسم الأكبر من الأشعة تحت الحمراء والأشعة الأخرى المجهولة بالأحياء الأرضية، ولما أمكن للحياة أن توجد على وجه كوكب الأرض!!!
ـ يقول الله تبارك وتعالى:
{وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 32]
لا توجد مشكلة بالنسبة لصدر الإنسان ورئتيه في مسألة التنفس وذلك من سطح البحر إلى مسافة عشرة آلاف قدم فوق سطح البحر، وأما من مسافة عشرة آلاف قدم حتى 16 ألف قدم فيقوم الجسم بعملية التكافؤ الفسيولوجي التي يعدل فيها الجسم من بعض الخصائص الخاصة بالتنفس حتى تستطيع الرئتين القيام بمهامها، وأما ما بعد 16 ألف قدم إلى حوالي 25 ألف قدم، فلا يستطيع الجسم تحمل الضغط الجوي ويضيق التنفس ويقوم الحجاب الحاجز بين الصدر والبطن بالضغط على الرئتين فتنقبضان بشدة ويضيق الصدر ويحدث الصداع والإغماء.
يقول الله تبارك وتعالى:
{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125]
ـ تُكلف سترة رائد الفضاء مئات الآلاف من الدولارات، وبدونها يختنق الإنسان في ثواني قليلة، وقد ينفجر من شدة انخفاض الضغط...
ـ وعندما ترجمت هذه الآية إلى البروفيسور ((يوشيدي كوزاي)) مدير مرصد طوكيو باليابان اندهش بشدة، ثم أخذ يستمع إلى آيات وآيات تشير إلى الكثير من الحقائق العلمية التي لم تكتشف إلا حديثاً، ثم قال:
إنني في غاية التأثر والاندهاش بسبب ما وجدته من حقائق علمية ثابتة في القرآن، وقبلنا كان الفلكيون الحديثون يدرسون تلك الأجزاء الصغيرة للكون، ولقد ركزنا جهودنا لفهم هذه الأجزاء الصغيرة، لأننا باستخدام التلسكوب نستطيع أن نرى كل الأجزاء الرئيسية في السماء، ولذلك فبقراءة القرآن، وبإجابة الأسئلة أعتقد أنني أستطيع أن أجد طريق مستقبلي في البحث في الكون...
ومع تقدم علوم الفيزياء الحديثة أمكن حساب السرعات التي تبتعد بها المجرات عن بعضها البعض، فهناك مجموعة من المجرات يتزايد بعدها عن مجرتنا 1200 كلم في الثانية!!
ومجموعة أخرى من المجرات ـ وتفصلنا عنها مسافة ملياري سنة ضوئية تقريباً، والسنة الضوئية تعادل حوالي 10 آلاف مليار كلم ـ يتزايد بعدها عنا 60 ألف كلم في الثانية!!
وبصورة عامة فإن المجرات وتجمعاتها هي أشبه ما تكون بكتل غازية هائلة من الدخان، ما تزال تتوسع وتنتشر ويتوسع معها الكون منذ حصل الانفجار الهائل في الكتلة الغازية الأولى، ويشبه العالم الفلكي المعاصر (هيوبرت ريفز) الكون بقالب من الحلوى انتثرت عليه حبات من العنب هي المجرات وهذا القالب يتوسع في مجال يخلقه لنفسه كما ينتفخ قالب الحلوى في الفرن، ويقول علماء الفلك أيضاً أن الانفجار الهائل للكتلة الغازية الأولى وتوسع الكون المستمر الذي نشأ من هذا الانفجار هو السبب المنطقي الوحيد الذي يشرح الظلام الحالك في الكون الذي هو شبه خال بالرغم من ملايين المليارات من النجوم التي تسبح فيه فالضوء الناشئ من هذه النجوم لا يكفي ـ رغم كثرة عددها ـ لإضاءة سماء هذا الكون الذي هو في اتساع مستمر، كما أن الانفجار الكبير وتوسع الكون هو السبب في انتشار الضوء بعد أن كان محبوساً داخل الكتلة الغازية الأولى ولا يستطيع الإفلات منها بحكم قوة الجاذبية الكامنة فيها...
وفي ذلك يقول الدكتور ((موريس بوكاي)) الفرنسي الجنسية والذي أنعم الله تبارك وتعالي عليه بنعمة الإسلام:
"إن ظاهرة توسع الكون أعظم ظاهرة اكتشفها العلم الحديث، ذلك مفهوم قد ثبت اليوم، ولا تعالج المناقشات إلا النموذج الذي يتم به هذا التوسع..."
يقول الله تبارك وتعالى:
{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47]
وقد ظل العلماء يومئذ يحبسون أنفاسهم مع الرواد الثلاثة الذين كانوا على متن هذه المركبة إلى أن يسر الله تبارك وتعالى لهم سبيل الدخول إلى الغلاف الجوي من إحدى أبوابه ورجعوا سالمين إلى الأرض.
ولقد وصف علماء الفضاء عودة رواد الفضاء من القمر إلى الأرض بما ترجمته:
ـ في يوم الخميس الموافق 24 تموز سنة 1969 وفي الساعة الخامسة و 20 دقيقة مساءً ألقى رواد الفضاء من حمولتهم ودخلوا في الغلاف الجوي الأرضي بسرعة 11 كلم في الثانية من خلال ممر ارتفاعه 65 كلم، فإن دخلوا من ممر أعلى ارتدوا وعادوا إلى الفضاء الخارجي مرة أخرى، وإن دخلوا من ممر أسفل من الممر المحدد كان حريقهم وموتهم!!
ولقد كانت الكلمات الأولى التي تفوه بها الرائد الروسي (يوري جاجارين) عندما أصبح في مـداره حول الأرض ونظـر من خـلال المركبـة الفضـائية، ورأى بديع خلق السموات والأرض هو ما ترجمته حرفياً: (ماذا هذا الذي أراه؟؟ هل أنا في حلم أم سُحرت عيناي؟؟)
يقول الله تبارك وتعالى:
{وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ} [الحجر: 14]
سُكِّرت أبصارنا: أي فقدنا القدرة على الرؤية الواضحة؛ وهذا ما رآه علماء الفضاء واضحاً فبعد الخروج من نطاق الغلاف الجوي تصبح الدنيا ظلام!!
ـ أما مجرتنا المسماة بـ (الطريق اللبني) Milky Way والتي يتبع لها نظامنا الشمسي فمؤلفة من 100 مليار نجم تقريباً منها الشمس ...
ـ والشمس نجم متوسط الحجم، وهناك من النجوم ما يكبر الشمس بعشرات أو مئات المرات!!
ـ هذه المجرة التي بها شمسنا تبدو من خلال المراصد كقرص قطره 90 ألف سنة ضوئية، وسُمكه 5 آلاف سنة ضوئية (السنة الضوئية تساوي 9416 مليار كلم)...
ـ وفي حين يصل إلينا نور القمر في ثانية وثلث، ونور الشمس في ثماني دقائق، فإن النور يستغرق 100 ألف سنة ليصل بين طرفي قرص مجرة الطريق اللبني (يقطع النور 300 ألف كلم في الثانية الواحدة)، وهناك الكثير من المجرات تكبرهما بعشرات المرات. وفي الكون أحصي حتى الآن مائة مليار مجرة تقريباً وكلها تدور وتجري بسرعات متفاوتة:
ـ الأرض تدور حول الشمس بسرعة 30 كلم في الثانية الواحدة تقريباً...
ـ الطريق الذي تقطعه الأرض لتدور حول الشمس دورة واحدة طوله 100 مليون كلم...
ـ الشمس تجري بسرعة 19.7 كلم في الثانية بالنسبة للنجوم المجاورة لها...
ـ أسرع المجرات تصل سرعتها إلى 108 ألف كلم في الثانية!!
ـ النجوم والمجرات لا تتوزع عشوائياً في الكون، فالنجوم تتجمع مع بعضها لتؤلف المجرة، والمجرات تتجمع مع بعضها لتؤلف مجموعة محلية مؤلفة من عشرات المجرات، والمجموعات المحلية تتجمع مع بعضها لتؤلف كدس المجرات المؤلف من بضعة آلاف من المجرات، وأكداس المجرات تتجمع كل خمسة أو ستة فيما بينهم لتؤلف كدساً عملاقاً...
ـ فالنجوم هي حجر البناء في المجرة، والمجرة هي بيت في الكون، والمجموعة المحلية هي قرية في الكون أما كدس المجرات فهو أشبه بمدينة في الكون، والكدس العملاق يمثل عاصمة من عواصم هذا الكون ـ وذلك حسب تشبيه علماء الفلك...
ـ الشمس وكواكب النظام الشمسي التابع لها و 100 مليار نجم آخر تتجمع مع بعضها لتؤلف مجرتنا مجرة الطريق اللبني، وهذه المجرة مع مجرة (أندروميدا) التي تبعد عنا 2.3 مليون سنة ضوئية و 15 مجرة أخرى من المجرات الصغيرة (المجرات القزم) تتجمع كلها لتؤلف المجموعة المحلية التي تمتد أبعادها إلى 15 مليون سنة ضوئية وتبلغ كتلة المجموعة المحلية 10 آلاف مليار مرة كتلة الشمس!!
ـ وهذه المجموعة المحلية تتجمع مع غيرها لتؤلف كدس المجرات الذي يحوي بضعة آلاف من المجرات وتصل أبعاده إلى 60 مليون سنة ضوئية وكتلته إلى بضعة ملايين المليارات من كتلة الشمس...
وقد استطاع علماء الفلك حتى الآن إحصاء ثلاثة آلاف كدس في نصف الكرة الجنوبي للكون...
وأكداس المجرات تتجمع كل خمسة أو ستة منهم فيما بينهم لتؤلف كدساً عملاقاً تصل أبعاده إلى 200 مليون سنة ضوئية وكتلته إلى 10 ملايين مرة كتلة الشمس...
ومجرتنا ما هي إلا جزء صغير للغاية من كدس عملاق مؤلف من 10 آلاف مجرة...
أي أن في الكـون حتى الآن حوالي 100 مليار مجرة، يتألف أصغرها من 10 ملايين نجم، وأكبرها من آلاف المليارات من النجوم، وكلها تجري بسرعات هائلة متفاوتة كل نجم في مسار خاص به دون تصادم بينها ووفق نظام بديع عظيم الدقة...
يقول الله تبارك وتعالى:
{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر: 57]
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} [آل عمران: 190]
{أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا} [النازعات: 27]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق