تنتاب الشارع اليمني مخاوف من حدوث أعمال فوضى تعقب إعلان الرئيس علي عبد الله صالح تنحيه عن منصبه، وذلك بالتزامن مع تجمع حشود عسكرية للحرس الجمهوري في محيط دار الرئاسة بصنعاء. وتعتقد مصادر المعارضة بوجود "مخطط" لإحداث الفوضى وعمليات نهب لمؤسسات الدولة والشركات الخاصة، تصاحبها أعمال مسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء خصوصا.
وأكد الناشط داخل ساحة التغيير في صنعاء رشاد الشرعبي في حديث للجزيرة نت أن تلك المعلومات تناهت إلى أسماع الشباب المعتصمين المطالبين برحيل صالح، وأشار إلى وجود استعداد لتشكيل لجان شعبية تقوم بحفظ الأمن والاستقرار.
وقال إن المناوئين للرئيس صالح لا يمانعون في ترتيب خروج "آمن ومشرف" له في حال إسراعه بالرحيل، ودون إحداث فوضى وإشعال حرب أهلية كعملية انتقام من الشعب.
|
خبراء يؤكدون أن رجال الأمن
سيحفظون الاستقرار (رويترز) |
محاولة للتخويف من جانبه استبعد المحلل السياسي الدكتور سعيد عبد المؤمن في حديثه للجزيرة نت حدوث سيناريو الفوضى في أعقاب تنحي صالح، وقال إنها "مجرد محاولات لإثارة الرعب في أوساط المواطنين".
وقال عبد المؤمن إن الرئيس صالح أعقل من أن يأمر بتفجير الصراع في اليمن أو أن يسمح بحدوث حرب أهلية، ورأى أن قوات الحرس الجمهوري وقوات الجيش التي انضمت إلى المطالبين بالتغيير ستعمل على حماية المواطنين.
وأعرب عن اعتقاده بأن انتقال السلطة في اليمن سيكون سلميا، موضحا أن استقرار الأوضاع بعد صالح سيجعل الكثير من معارضيه يقدرون له ذلك.
تضارب
وتتضارب الأنباء بشأن موافقة الرئيس صالح على "التنحي" وترك منصب الرئاسة لنائبه عبد ربه منصور هادي، كحل وسط لحل الأزمة في البلاد.
وبحسب مصادر يمنية فإن صالح "تراجع" عن الرحيل الفوري بعد رفض أبنائه ومقربيه لذلك خشية فقدان مناصبهم ومصالحهم.
ونفى مصدر رئاسي السبت أنباء التوصل إلى آلية لانتقال السلطة في اليمن، تتضمن أربع نقاط أبرزها تخلي الرئيس عن صلاحيته خلال ستين يوما ونقل السلطة إلى نائبه، وتشكيل هيئة وطنية للإشراف على انتقال السلطة، وعدم ملاحقته هو وأبناؤه وأقاربه.
وقال المصدر -حسب وكالة سبأ للأنباء أمس- إن الرئيس صالح تحدث مرارا عن انتقال سلمي للسلطة، مؤكدا أن ذلك لن يتأتى إلا عبر حوار في إطار الشرعية الدستورية، ومبدأ الحفاظ على وحدة الوطن وتجنب سفك الدماء.
|
مصادر: صالح تراجع عن التنحي الفوري(رويترز) |
انفلات أمني
إلى ذلك تبدو مؤشرات الانفلات الأمني واضحة في عدد من المحافظات النائية، وتزامن ذلك مع إخلاء قوات الأمن المركزي ووحدات الحرس الجمهوري لمواقعها بصورة غير نظامية، وتشير أنباء إلى عودتها إلى العاصمة صنعاء والاحتشاد في محيط دار الرئاسة.
وأفادت مصادر الجزيرة نت بأن محافظات صعدة والجوف ومأرب وشبوة باتت فعليا خارج نطاق سيطرة الدولة.
وأعلن في الجوف وحضرموت وشبوة عن تشكيل لجان شعبية من المشايخ وشخصيات معارضة وقادة عسكريين لتسيير شؤون تلك المحافظات.
وكان الشيخ فارس مناع -تاجر السلاح الشهير- قد نصب بنفسه الخميس الماضي شقيقه محافظا جديدا لصعدة، مما يؤكد خروج صعدة عن سلطة نظام الرئيس صالح.
وقال الشيخ حسن مناع -وهو شقيق محافظ صعدة الجديد- في اتصال مع الجزيرة نت إن أعضاء السلطة المحلية في المحافظة اجتمعوا واختاروا فارس مناع محافظا لصعدة، وأشار إلى أنه حظي بتأييد المكتب التنفيذي بالمحافظة والقيادات العسكرية والأمنية لتوليه منصب المحافظ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق