الخميس، 5 مايو 2011

أسئلة وجهتها بعض الحاضرات لشيخنا الألباني في شريط القطف الداني من كتاب الأدب المفرد

أسئلة في نهاية الشريط الأول و التي وجهتها بعض الحاضرات للشيخ رحمه الله تعالى :

س1 :- قالت السائلة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
"مَنْ أعْرَضَ عن ذكرى فإن له معيشة ًضنك" ما تفسير هذه الآية ؟

ج: قبل التفسيرأريد التنبيه,جرت عادة كثير من الناس أنهم إذاقرءوا آية
ابتدءوها بالبسملة أو بالاستعاذة , المسلم إذا قرأ آية للاستشهاد أو للسؤال عنها
فليس من الشرع أن نقول:" بسم الله الرحمن الرحيم * ومَنْ أعرض عن ذكرى..."
أو أن نقول : "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومَنْ أعرض عن ذكرى"
- والاستعاذة بين يدى الآية أشهر من البسملة بين يديها عند الناس
يعنى تجد الخطيب وهو يخطب فى الناس ويُريد أن يذكر آية يقول :
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كذا.وكذا"
وبعضهم يُخطئ حتى فى الترتيب العربى فيقول:" قال الله تعالى
"بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهذا خطأ فى التعبير بل خطأ فى هذا النسبة
؛ لأن الله ما قال : بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ....

فيجب أن نكون دقيقين فيما نعزوا إلى الله بل حتى إلى رسوله-صلى الله عليه وسلم-
من أين جاء هذا الخطأ ؟
من سوء فهمٍ لقول الله-عزوجل-: "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله"
سوء الفهم هو أن يظن الناس أن هذه الآية معناها: إذا قرأت القرآن سواء للتلاوة
أوللاستشهاد فاستعذ بالله ...
وإنما معنى الآية فإذا قرأت القرآن للتلاوة لا للستشهاد؛ فاستعذ بالله.

مالفرق بين القصتين ومن أين عرفنا هذا الفرق؟

أولا ً: الفرق بين القصتين هذه السائلة تسأل عن الآية وما هو تفسيرها؟
لمَّا تجلس لتقرأ القرآن للاعتبار والتذكر لابد أن تستعيذ بالله-عزوجل-
لكن إذا أرادت أن تسأل عن الآية ما هو معناها؛ فلا ينبغى أن تبدأ الآية بالاستعاذة.

ثانيا: دليل التفريق هو السنة العملية, فهناك عشرات الأحاديث كان الرسول
-عليه الصلاة والسلام- يخطب فى الناس يُعلمهم فيأتى إلى آية ، فنجده لايقول:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويتلو الآية رأسا يبتدئ بالآية , مثلا :
لما جاء الأعراب الفقراء وتغير وجهه حزنا عليهم فوعظ الناس وعلمهم وقال :
قال الله تعالى:"ياأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى أحدَكم الموتُ فيقول.."
ماقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.


تفسير الآية:-

"ومَنْ أعرَضَ عن ذِكرى" أى: كتابى وقرآنى أعرض عنه مُستكبراً,
والذكرأوَّل ما يُذكر هو القرآن كما قال تعالى:
"إنا نحنُ نزلنا الذِكرَوإنا لهُ لحافظون"فالله-عزوجل-يُخبر بحال من أعرض
عن اتباع كتابه فى الدنيا وفى الآخرة.
"ومَنْ أعرضَ عن ذكرى":عن كتابى وعن اتباعه والعمل به فجزاؤه :
أنَّ له معيشة ضنكاً: أى له حياة شديدة تعيسة فى الحياة الدنيا ،
وبالإضافة إلى ذلك يقول تعالى:"ونحْشرَهُ يومَ القيامةِ أعمى" :
يعنى أن الله يُعذب الكافر فى الدنيا قبل الآخرة بسبب إعراضه
عن ذكره واتباع كتابه ...
ولا يُشكل على هذا أننا نرى كثيرا من الكفار والفساق يتمتعون فى الدنيا
كما تتمتع الأنعام ؛ فنظن أنهم مسرورون ، وأنهم فى رغد من العيش يُغبطون عليه..
لاينبغى للمسلم أن يظن هذا الظن بهؤلاء الكفارأو الفساق ؛ لأن الحقيقة أن هؤلاء
الناس الذين يعيشون على مخالفة كتاب الله وسنة نبيه-صلى الله عليه وسلم-
إنما يعيشون كما قال تعالى:"عيشة ضنكا"وإن كنا نراهم يتلهون لكن هذا
السرور ليس هو إلا السرور الظاهرى.

المسلم لايعيش الحياة الضنك؛ لأن حديثا واحدا فقط يتذكره يجعل حياته حياة رغيدة
ولوكان يأكل الخبز اليابس ويشرب الماء العكر ؛لأن المهم ليس المادة والجسد بقدر
استقرار النفس والقلب.حديث واحد يجعل المسلم سعيدا فى حياته فى الدنيا قبل الآخرة
كقوله-عليه الصلاة والسلام-:
" عَجَبٌ أمرُ المؤمن كله إن أصابته سراء حمد الله وشكر فكله خيراً له وإن أصابتهُ
ضراء صبر فكان خيرا له فأمرُ المؤمن كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن" .


إذا كان الضر يُساوى عند المسلم السرور؛ إذاً فحياته كلها خير له فهو
يعيش فى حياة سعيدة أما الكافر فعلى العكس من ذلك فهو يكد ويشقى فى
سبيل جمع المال ثم تتاح له الفرصة ليأكل شيئا لذيذا لكن هذه اللقيمات التى يأكلها
لايشعر بسعادته فيها لأنه مُحاط قبلها وبعدها بأن يكد ويتعب.
"ونحشره يوم القيامة أعمى"يعنى :لايهتدى سبيلا يوصله إلى الطمأنينة ،
وإلى الحياة ؛ لأن الله-عزوجل- إنما يهدى سبيل مَنْ أناب إليه فى الدنيا
فهناك فى الآخرة أمامهم نور وخلفهم نور, يمشون فى نور ويؤديهم ذلك النور إلى الجنة.
أما الكافر فيُبعث أعمى فيقول : "ربى لم حشرتنى أعمى وقد كنتُ بصيراً"
أى فى الدنيافيُجيبه ربنا-تبارك وتعالى-: أن الجزاء من جنس العمل
"قال كذلك أتتك آتُنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى".

- خلقتُكَ بصيراً لتتبصرطريق الحق فتتبعه ؛ لتُرضينى أما وأنت
لم تفعل ذلك"أتتك آياتتنا فنسيتها" النسيان هنا ليس بمعنى ذهاب
الآيات من الذاكرة وأنه الترك والإعراض"فنسيتها"أى : أعرضت عنها
تركت العمل بها."وكذلك اليوم تُنسى"
اللهُ لاينسى؛ لذلك فهذه قرينة على أن النسيان المقصود فى الموضعين من الآية
إنما هو الترك والإعراض.
الجزاء من جنس العمل فكما أعرض هذا الأعمى عن ذكر الله فى الدنياو
العمل به؛كذلك ربنا يُجازيه يُعرض عنه ويُلقيه فى جهنم.

هناك حديث :"أن مَنْ حفظ شيئا من القرآن ثم نسيه جاء يوم القيامة وهو أجذر"

والحديث ضعيف السند والمقصود بالآية النسيان ترك العمل.



س2:- إذا ظهر لمصلٍ بعد أن انتهى من صلاته نجاسة ٌفى الثوب أو المكان فهل يُعيدصلاته أم صلاته صحيحة؟

ج:- صلاته صحيحة بدليل أن الرسول-عليه الصلاة والسلام-صلَّى يوما
فى نعليه ثم خلعهما فخلع أصحابه نعالهم ,بعد أن سلم قال لهم
-عليه الصلاة والسلام-:"لِمَ نزعتم نعالكم؟"
قالوا: رأيناك نزعت فنزعنا قال:"إن جبريل-عليه السلام-
أخبرنى أن فى نعلى أذى".
ومعنى هذا أنه اعتبر ما مضى من صلاته صحيحا ؛
فإذا كان تبين له فى آخر الصلاة أنه توجد نجاسة فى الثوب أو المكان
، فذلك لايضُر فى صلاته فهى صحيحة.


س3:- عن عمر بن أبى سلمة قال:(رأيتُ رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- يُصلى فى ثوبٍ واحدٍ مشتملا به فى بيت أم سلمة وواضعا طرفيه على عاتقيه"(متفق عليه). وعن ابن عمر-رضى الله عنهما-عن رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-قال:" إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله أحق من تُزين له فإن لم يكن له ثوبان فليتزرإذا صلى ولايشتمل أحدكم فى صلاته اشتمال اليهود" هل نفهم من الحديثين فى كلمة"الاشتمال"القاعدة الفقهية القول مُقدم على الفعل؟أم أن اشتمال الرسول-صلى الله عليه وسلم-غير اشتمال اليهود؟

ج:- اشتمال الرسول-عليه الصلاة والسلام- غيراشتمال اليهود
هو مفسر فى نفس الحديث "واضعا طرفيه على عاتقيه":
يعنى كالإضباع فى الحج فليس هذا اشتمال اليهود.
اشتمال اليهود:يرمى البطانية على كتافه ويضمها
وهذا معرض لأى حركة أن ينكشف وقد يبدو شىء من عورته
فاشتمال اليهود ليس فيه الحيطة فى ستر العورة.

س4:- اختلف العلماء والفقهاء فى التسليم من الصلاة فمنهم
من يوجب التسليم من اليمين واليسار ومنهم من يقول:
بأن السنة تسليمتين والواجب واحدة ؟


ج:- التسليمتان لاتجبان معا وإنما الواجب منها التسليمة الأولى
أما التسليمة الثانية فهى سُنة ؛ لأنه ثبت عن الرسول-عليه الصلاة والسلام-
أنه فى بعض الأحيان كان يقول:"السلام عليكم ورحمة الله"
فقط فهذا هو الركن ولا تصح الصلاة إلا بهذه التسليمة أما
التسليمة الثانية فهى سُنة والأفضل الإتيان بها ولو أحيانا.


س5:- ماهو المقدار الذى يفتح المُصلى به قدمه؟

ج:- ليس فى هذا السؤال سُنة والمسلم إذا صلى وحده أو إماماً؛
وقف الوقفة التى يرتاح لها سواء فرج بين قدميه خمس أصابع كما تقول
بعض المذاهب بدون حُجة أوأكثر من ذلك أو أقل.
أما إذا كان يُصلى فى الصف فهناك وقفة متكلفة لابد منها؛
لابد من التفريج بين القدمين بحيث يلتصق القدم اليمنى بقدم جاره
اليسرى ويكون الصف كما قال تعالى: "كالبنيان المرصوص".
تسوية الصفوف مع تسوية الأقدام والمناكب هذا من واجبات الصلاة
كما قال-عليه الصلاة والسلام-:
"سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة"
وفى رواية"من تمام الصلاة"
فالصلاة لاتسوى فيها الصفوف ناقصة بدليل هذا الحديث
؛ فلابد من التراص وهذا التراص يتطلب فرجة تختلف من إنسان لآخر.
وينبغى أن يُلاحظ -الرجال فضلا عن النساء-أن التفريج بين القدمين
لاينبغى المبالغة فيه بحيث يكون فيه فرجة بين المناكب.
بعض السلفيين ينقل رجله إلى الذى بجواره مجرد ما يشعرأنه مست قدم
جاره قدمه يهرب عنه ؛ فينقلها نقلة ثانية "!!!
أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" مجرد ما تنقل قدمك
وفهمت أنه ليس على السُنة اتركه. وبالعقل لصق المنكب
بالمنكب أحسن من لصق القدم بالقدم والتفريج بين المنكبين.

عندنا صورعديدة:-

*الصورة الكاملة: لصق القدم بالقدم والمنكب بالمنكب.
*صورة ثانية:لصق المنكب بالمنكب وعدم لصق القدم بالقدم.
*صورة ثالثة:لصق القدم بالقدم والتفريج بين المناكب.
*المرتبة الأخيرة:التفريج بين الأقدام والمناكب فهذا صفٌ مُهلك
.


(اهـ . الشريط : الأول ) .


إعداد الأخت الكريمة : أم هانيء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بث مباشر للمسجد الحرام بمكة المكرمة