باب لا تقل: قبَّحَ اللهُ وجهه
روى المصنف بإسناده الحسن ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"لا تقل قبَّح الله وجهه "
نقول هذه الكلمة بعضنا لبعض اليوم ، ونحن أحرار والإسلام ينهى السيد
أن يقول لعبده:"قبَّحَ اللهُ وجهك" , هذا أدب من آداب الإسلام،
فنحنُ لبُعدنا عن الإسلام ، عن التأدب بالإسلام ، نستعمل مثل هذه الكلمة فلا
نحس بأقل وخز أو مسئولية أو مخالفة للشريعة الإسلامية حينما نقولها :
لأحد أبنائنا : "قبح اللهُ وجهك "
( لا تقل قبح الله وجهك ) يعني هذا العبد ...
* وفي الحديث الثاني روى المصنف بإسناده الحسن عن أبى هريرة -رضي الله عنه -
قال:"لاتقولن قبح اللهُ وجهك ووجه مَنْ أشبه وجهك فإن الله-عزوجل-
خلق آدم-عليه السلام-على صورته" (1)
يعنى أن المسلم حين يسب إنساناً فى وجهه يكون فى وجهه سواد
أو دمامة قباحة فيفعل صاحب هذا الوجه فعلاً قبيحاً ؛ فلا يجد مسبة له
إلا فى وجهه ، ثم لايكتفى أن يسبه فى خصوص وجهه بل يتعداه إلى وجهٍ يُشبه
وجهه فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" لا يقولن أحد أي لعبده (لغلامه) قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك لان الله خلق آدم على صورته "
.فكلنا لآدمَ وآدم من تراب ,فكل هذه الوجوه ، وما كان منها من بيضاء أو سمراء
أو سوداء وحمراء أو صفراء ، هى تعود إلى أبينا الأول إلى آدم
-عليه الصلاة والسلام-, هنا المقصود في تمام كلامه أن هذه الوجوه الحمراء
والبيضاء والصفراء والسوداء والسمراء والحمراء والصفراء كلها وجوه تنتمي
إلى أب واحد وهو آدم عليه السلام، فحينما يقول الشاتم:
" ووجه مَنْ شابه وجهك"
معناه: أنه عاد بالسب إلى أبيه لأن الله خلق آدم عليه السلام على
هذه الصورة ، هذا الوجه الذي أنت تقبحه ،فلا تقل قبح الله
وجهك لأن الله خلق آدم على صورته، وبصورة أخرى ووجه من أشبه وجهك ؛
لأن الله خلق هذا الوجه على صورة مَنْ تقبّحه ؛ ولذلك أيضا جاء فى أحاديث
أخرى : أنك إذا احتجتَ إلى ضرب غلامك أو لولدك فلا تضربه فى وجهه
؛ لأن اللهَ كرَّمَ آدمَ فخلق آدم على هذه الصورة الجميلة التى مَيَّزه بها على
سائر خلقه فقال ربُنا-تبارك وتعالى في القرآن الكريم -:
" ولقد كرمنا بنى آدمَ وحملناهم في البر والبحر "
فلا يجوز أن يضرب الوجه ، اضرب في أي مكان أخر ،
لكن الوجه هو أكرم شيء في هذا الإنسان الذي كرمه الله عز وجل
على سائر مخلوقاته ... ؛ لذلك بعد أن بوَّب المصنف :
(لا تقل قبح الله وجهك) أتبعه بباب (ليجتنب الوجه بالضرب) ...
----------------------
1- جاء في حاشية كتاب صحيح الأدب المفرد ص 86:
أي على صورة آدم عليه السلام ، وقد جاء ذلك صراحة
في حديث آخر لأبي هريرة بلفظ : (خلق الله آدم على صورته
وطوله ستون ذراعا ) متفق عليه ، فإذا شتم المسلم أخاه وقال
له :" قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك )
شمل الشتم آدم أيضا فإن وجه المشتوم يشبه وجه آدم ،
والله خلق آدم على هذه الصورة التي نشاهدها في ذريته ،
إلا أن الفرق أن آدم خلقه الله بيده ، ولم يمر بالأدوار والأطوار
التي يمر به بنوه ، وإنما خلقه من تراب قال تعالى في أول
سورة المؤمنون :" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ،
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا
الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا
ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" المؤمنون 12 -14
إعداد الأخت الكريمة : أم هانيء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق