يتوهم أو يظن بعض المتمردين الطائفيين أن كل من يتصدى لجرائمهم وإرهابهم ومخالفتهم القانون ، يكره النصرانية والنصارى ، ويحرض عليهم ، ويدعو للفتنة والعنف .. وهذا الوهم أو الظن لا أساس له في الواقع ، فالمسلمون في صميم عقيدتهم يؤمنون بالمسيح عليه السلام بوصفه رسولا نبيا يدعو إلى التوحيد والإسلام كما أنزله ربه عليه ، ويحترمون أمه مريم البتول ، التي يضعها القرآن الكريم في موضع الاصطفاء والتكريم والتفضيل على نساء العالمين ، والمسلمون ليسوا بحاجة إلى من يزايد عليهم في هذا السياق .
أما النصارى فقد أمرنا القرآن الكريم بالتعامل معهم معاملة طبيعية طالما كانوا يتعاملون بالمثل ، ولا يعتدون ، ولا يحرضون ولا يستقوون بغيرهم ، قال تعالى : " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين .
إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون " ( الممتحنة :8-9 ) .
لا مشكلة بين المسلمين والنصارى في مصر . المشكلة مع المتمردين الطائفيين الذين يقودون الطائفة المسالمة البريئة إلى الهلاك . منذ نوفمبر 1971 مع ولاية رئيس الكنيسة الحالي بدأ التمرد الطائفي يطبق أهداف جمعية الأمة القبطية الإرهابية التي أسسها الإرهابي المتعصب إبراهيم هلال ، ومدارس الأحد القبطية التي ترضع الأطفال والتلاميذ قيم التعصب والكراهية ضد بني وطنهم من المسلمين ، وتعدهم بدوا غزاة ، جاءوا من الجزيرة العربية ، ويجب أن يعودوا إليها ..
جماعة الأمة القبطية الإرهابية تاريخها ملوث بالعار مع النصارى أنفسهم، ويكفي أنهم أغاروا على مقر البطريرك يوساب الثاني واعتقلوه عام 1954 ، وطلبوا منه التنازل عن كرسي البابوية ، ويقال إنه عندما نقل إلى المستشفى القبطي وكان مريضا في حالة حرجة أجهزوا عليه حتى قضى ،وتم لملمة الموضوع .. هذه الجماعة لا تؤمن بالتعايش مع المسلمين ، وتراهم محتلين يجب إخراجهم من مصر ، ويجب نبذ اللغة العربية والقضاء عليها ، وإعادة مصر إلى النصرانية كما يحلمون . ورئيس الكنيسة الحالي لم يقصر في تحقيق أهداف الجماعة .
ولأول مرة في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية ، يترك البطريرك مهمته الروحية ويمارس مهمة زمنية بوصفه رئيس دولة مستقلة ذات سيادة تتعامل مع الدولة المصرية بمنطق الندية الكاملة ، وبمجرد توليه السلطة كانت أحداث الخانكة التي استعرض فيها قوته حيث خرج عشرات الرهبان إلى موقع التحدي ، وأوصاهم أن يرجع المائة والسبعون راهبا سبعة عشر ! وتوالت حوادث التحدي في كل مكان يبدأ نصارى بالاشتباك مع المسلمين ، وتهيج الدنيا ، وتتحرك ميليشيات الكنيسة في كل مكان : المهجر ، المواقع الإلكترونية ، القنوات الفضائية ، الصحف القومية والخاصة والحزبية ، الندوات والمؤتمرات الإعلامية والثقافية ، وتتصايح المليشيات وكثير من أفرادها يحمل أسماء إسلامية : أنقذوا النصارى من الاضطهاد ، أوقفوا التمييز ضد النصارى ، امنعوا ازدراء المسلمين للنصرانية ، مكنوا النصارى من عبادة الله ، أتيحوا لهم فرصة كي يؤدوا صلواتهم وعباداتهم ...
الحدث يبدأ في الغالب من مضيفة ، يرفعها صاحب البيت ويقيم عليها قبة ومنارة ، ويعلق جرسا ، السلطة المتراخية لا تتدخل خوفا من ماما أميركا ، يتم استفزاز البسطاء ويندفع المتمردون للاشتباك ، ويدافع هؤلاء عن أنفسهم ، وتشتغل ماكينة الإعلام والهياج ، أغيثوا النصارى في مصر !
الكنيسة تغدق على الميليشيات الإعلامية ، فيعلن أفراد الميليشيا عقب كل حدث أو استفزاز طائفي اعتداء المسلمين على النصارى ، المسلمون يضطهدون النصارى ، حتى الأحداث العادية التي تجري بين مواطنين عاديين ، تتحول إلى اضطهاد للنصارى ، وإرهاب إسلامي .
خذ مثلا حادثة قطع أذن نصراني في قنا كان يستأجر شقة مشتبه بها ، واشتبك مع الجيران الذين أصابوه في الخناقة وقطعت أذنه ، نشر الحادثة عضو في الميليشيا عنوانا رئيسيا في صحيفة كبرى بعنوان : السلفيون يقيمون الحد على مسيحي بقطع أذنه . بغض النظر أنه لا يوجد حد اسمه قطع الأذن ، وأن السلفيين لم يكن لهم وجود في الحادثة ، فقد ثبت أن الحادث لم يكن كما صورته الصحيفة أو عضو الميليشيا الكنسية في الصحيفة كذبا ، وأنه حادثة عادية .
شيوعي حكومي أعاد نشر إعلان عن تأجير شقة متعمدا الكذب . فقد أعلنت إحدى الأسر عن تأجير شقة في المعادي ، وقالت إنها تفضل أن يكون المستأجر أسرة مسيحية ، ربما لتسهم في تبديد الصورة الكريهة التي رسمها خصوم الإسلام للمسلمين في مصر ، ولكن صاحبنا الشيوعي الحكومي نشر أن أصحاب الشقة يفضلون أسرة مسلمة !
في معرض الكتاب بالإسكندرية لم تقصر الميليشيا في تشويه صورة المسلمين ، حين نشرت أن السلفيين وأحد أحزابهم ضيوف شرف المعرض ، وأن المعرض يغص بدور النشر السلفية والإسلامية ويحرم دور النشر المسيحية ! وقد أعلنت إدارة المعرض رسميا أن السلفيين والإسلاميين لا علاقة لهم بالأمر من قريب أو بعيد !
صارت اليوم فكرة المضيفة التي تتحول إلى كنيسة أسلوبا فعالا في تهييج الرأي العام ، وتجنيد الميليشيات ، وتحقيق الضغط على السلطة الخانعة التي تحاول مداراة التمرد الطائفي المجرم وهدهدته واسترضائه على حساب القانون والأغلبية المظلومة المضطهدة التي يكون أفرادها عادة ضحية للإجرام الطائفي ، فيعتقلون، ويقدمون للمحاكمات ، ويتم التشهير بهم على صفحات الصحف وفي برامج الفضائيات المسائية المنحرفة، ويتم استدعاء الضيوف الذين يعلنون عن ليبراليتهم وعلمانيتهم وكراهيتم للإسلام المتشدد المتعصب الظلامي الذي يعادي الحياة والبهجة ولا يعرف التسامح . يستوي في ذلك المذيعة المستنيرة التي تعلن عن كراهيتها للسلفيين والإسلاميين صراحة ، والمذيع الذي يتشدق بحرية الأديان والعبادة ، ويرى هذه الحرية قاصرة على غير المسلمين ، أما المسلمون فلا حرية لهم .
تأمل أولئك الكتاب الذين أفنوا أعمارهم في الكتابة عن الختان والعادة السرية والشذوذ الجنسي حين يلقنون المسلمين دروسا في التاريخ عمن بني جامع أحمد بن طولون ومن بني قلعة صلاح الدين ومن أعاد بناء الكعبة بعد أن جرفها السيل ، ويعلمونهم أن الذين قاموا بهذه الأعمال من النصارى ، ولكن هؤلاء الكتاب يقررون وقبل أن يقول القضاء كلمته أو لجنة تقصى الحقائق كلمتها أن السلفيين هم الذين أحرقوا كنيسة «المريناب»، وتأتي نتيجة لجنة تقصي الحقائق بأنه لم تكن توجد كنيسة ولا يحزنون ، وأن الترخيص الذي تم استخراجه كان لكنيسة على بعد 35 كم من المريناب ، وقد تم الترخيص بمعرفة مهندسة نصرانية في مجلس مدينة إدفو وقرار إزالة المضيفة التي كانت ستتحول إلى كنيسة تم بمعرفة هذه المهندسة أيضا ، وأن السلفيين لا علاقة لهم بالموضوع !
الشيوعيون المتأمركون والليبراليون والعلمانيون الذين لا يرون غضاضة في سحق الإسلام والمسلمين في كل مكان ؛ يدافعون بكل قوة عن التمرد الطائفي المجرم ، ويناصرون المتمردين الطائفيين المجرمين في مظاهراتهم واعتصاماتهم وقطعهم الطرق والشوارع ، بحجة الاستنارة وحرية العبادة ، ولم يتوقف واحد منهم عند تهديدات الكاهن المتمرد الذي هدد المشير ، وهدد محافظ أسوان بالقتل في أقل من 48 ساعة إن لم تبن المضيفة كنيسة ؟!
لقد جعلوا من غزوة الصناديق مناحة لم تتوقف ، وأهانوا الإسلام والمسلمين في البر والبحر والجو ، ولم يكفوا عن غزوة الصناديق إلا بعد أن شغلتهم موضوعات أخرى وشغلونا بموضوعاتهم التافهة عن المواطنة والدولة المدنية والدستور قبل الانتخابات وما شاكل ذلك ، ولكنهم لم يتفوهوا – يا للعار - بكلمة واحدة عن تهديد المشير والمحافظ بالقتل ؟!...
هل العبادة تحتاج إلى زرع مصر بالكنائس العملاقة في مداخل المدن ، وعلى الطرق الدائرية ، وفي الأماكن الحساسة ، هل تغيير هوية مصر الإسلامية يدخل في نطاق العبادة والمحبة والتسامح ، هل إقامة دولة الكنسية المنافسة للدولة المصرية يعني امتثالا لتعاليم المسيح عليه السلام ، هل تحريض الكونجرس على مصر للضغط على حكومتها كي تقصى الإسلام والمسلمين ، وتحرم عليهم دينهم في المدارس والجامعات والثقافة والإعلام والمجالات العامة يمثل رغبة في التقرب إلى الله وإقامة الصلاة ؟!
من المؤكد أن تجليات جماعة الأمة القبطية الإرهابية لن تتوقف عند مضيفة المريناب ، لأن تدمير الوطن وتخريبه وإشعال النيران في أرجائه لن يؤثر على المتمردين الطائفيين ، ولكنه سيؤثر على جموع الطائفة من البسطاء الذين يريدون العيش في أمان وسلام . المتمردون لا يعنيهم الأمن والسلام لأنهم يستقوون بماما أميركا والغرب ويتصورون أن العالم الاستعماري سيتدخل عند اللزوم ، وسيصنع لهم دولة مثل جنوب السودان ، ولكنهم يتناسون أن مصر لم تعد كما كانت كنزا استراتيجيا للصهاينة ، وليس فيها مبارك آخر يسمع ويطيع للخارج وللكنيسة المستقلة .
لقد بدا عصر الحرية الذي ستنحاز إليه جموع الطائفة أما المتمردون فالويل لهم من الله والتاريخ والقانون ، ولو في وقت لاحق !
المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق