دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر إلى اجتماع طارىء لبحث تداعيات المواجهات بين المسلمين والأقباط بأحد ضواحي الجيزة، والتي أدت إلى سقوط عشرة قتلى و186 مصابًا، خلال الاشتباكات التي استخدم فيها السلاح بعد مطالبات بالكشف عن مصير فتاة "اختطفت" بعد شهور من إسلامها، وقيل إنها كانت بداخل كنيسة "مار مينا" بمنطقة إمبابة.
وسيبحث الاجتماع الأزمة على مائدة اجتماع لـ "بيت العائلة المصرية" برئاسة شيخ الأزهر في وقت لاحق الأحد، حيث سيدور النقاش حول أحدث مواجهة طائفية ضمن سلسلة من المواجهات التي تشهدها مصر على فترات متفاوتة، والتي يعتبرها محللون تهدد بشكل أحد أهم منجزات الثورة الشعبية والتي كانت شاهدة على التلاحم الوطني.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مستشار شيخ الازهر الدكتور محمود عزب، إن رجال دين مسلمين ومسيحيين ومفكرين يشاركون في الاجتماع، وأضاف أنه من المقرر إصدار بيان عقب الاجتماع يوضح موقف رجال الدين الاسلامي والمسيحي من الحادث وما يجب اتخاذه من إجراءات لتداركه ومواجهة تداعياته.
وبدأت الصدامات حين هوجم مسلمون بإلقاء زجاجات المولوتوف والرشق بالحجارة من قبل بعض المسيحيين، لدى قيام وفد من المسلمين يضم ثلاث شخصيات منهم- بناء على اتفاق مع القوات المسلحة- حينما كانوا في طريقهم لدخول الكنيسة للبحث عن فتاة قالوا إنها محتجزة هناك بعدما أرادت اعتناق الإسلام. فيما أكد مسئولو الكنيسة عدم وجودها بداخلها أو أي مقر تابع لها.
ووفق مصادر بـ "ائتلاف دعم المسلمين الجدد"، فإنه لدى محاولة الشيوخ الثلاث الممثلين للمتظاهرين برفقة القساوسة وبعض أفراد القوات المسلحة للكنيسة بدأت تنهال زجاجات مولوتوف وحجارة، وضربات ضدهم، لتشتعل الاشتباكات بين المسلمين والمسيحيين بالمنطقة.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ممدوح وهو متظاهر مسلم "هم من بدأوا بإطلاق النار علينا، كنا مسالمين". ونقل الجرحى المصابون بكسور أو بجروح ناتجة من الرصاص في سيارات إسعاف إلى أربعة مستشفيات في المدينة، بحسب مصادر طبية.
من جانبها، أهابت وزارة الاوقاف بأبناء مصر مسلمين ومسيحيين أن ينصاعوا لصوت الحق وتحكيم العقل والمبادرة بالعمل على إخماد نار الفتنة الطائفية التي تطل برأسها الأسود بين الحين والآخر مهددة أمن ومصر واستقرارها.
وطالبت فى بيان الأحد المصريين بـ "تفويت الفرصة على المتربصين بأمنها الذين لا هم لهم سوى إشعال الفتنة"، مناشدة "العقلاء والحكماء من الجانبين أن يتحملوا مسئوليتهم في وقف هذه المحاولات الدنيئة لزعزعة الاستقرار في البلاد".
وأكدت أن ما يحدث على ارض مصر من دعاوى باطلة لصراعات طائفية وانقسام بين أبناء الوطن الواحد لا علاقة له بالأديان وترفضه كافة الشرائع السماوية التى تدعو جميعها إلى التعاون والتعايش وتنهى عن ترويع الأمنين وتحرم سفك الدماء والاعتداء على حرمة النفس الإنسانية التي كرمها الله وحرم قتلها إلا بالحق.
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قرر إحالة 190 شخصا تم القبض عليهم في أحداث إمبابة التي وقعت مساء السبت إلى النيابة العسكرية العليا لتوقيع العقوبات الرادعة بعد ان وصل عدد القتلى فى حادثى كنيستى مارمينا والعذراء الى 10 قتلى و186 مصابا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق