الأحد، 15 مايو 2011

نيويورك تعتقل مدير صندوق النقد الدولي لتحرشه بخادمة فندق

  شتراوس كان ( 62 عاما) أب لـ4 أبناء وتحرش بامرأة عمرها 32 عاماً
لندن - كمال قبيسي اعتقلت شرطة نيويورك المدير العام لصندوق النقد الدولي، دومينيك شتراوس-كان، لتحرشه بعاملة تنظيف الغرف في فندق نيويوركي شهير.

وروت المرأة ما حدث، فقالت إنها دخلت في الواحدة بعد ظهر الجمعة 13-5-2011 إلى جناح شتراوس في فندق "سوفيتال" القريب من "تايمز سكوير" بوسط مانهاتن، لتقوم بتنظيفها، وبينما كانت منهمكة بعملها في صالون الجناح الفندقي خرج شتراوس من غرفة النوم ومضى الى الحمام.


بعدها بأقل من دقيقتين ظهر عليها فجأة وهو عار تماما، وأمسك بها وراح يتقرب منها جسديا بحمحمة ضاغطة جعلتها تخاف، محاولا جرها في الوقت نفسه إلى غرفة النوم، فقاومت ما استطاعت حتى تملصت من يديه ونواياه.


وسريعا خرجت المرأة لتخبر موظفين في الفندق بما جرى وهي تلهث، فأسرعوا بدورهم واتصلوا بالشرطة التي روى المتحدث باسمها، بول براون، تفاصيل ما حدث للوكالات وبقية وسائل الإعلام التي تعرفت إلى الخبر أولا من صحيفة "نيويورك تايمز" في موقعها على الإنترنت.

بعد 10 دقائق من اتصال الموظفين وصلت دورية من الشرطة الى الفندق لتجد أن شتراوس قد غادره على عجلة من أمره خشية توابع ما فعل "الى درجة أنه نسي هاتفه النقال وبعض أغراضه الصغيرة في الجناح الفندقي" كما قال براون الذي روى أيضا أن الشرطة اعتقلت شتراوس، البالغ عمره 62 سنة، في اليوم التالي، أي السبت وهو داخل طائرة تابعة لشركة ايرفرانس بمطار جون كندي الدولي في نيويورك.

وكان طاقم الطائرة قد باشر بإغلاق أبوابها تمهيدا للإقلاع في الرابعة والنصف بعد ظهر السبت الى باريس، حيث كان شتراوس على موعد الأحد للاجتماع إلى المستشارة الألمانية، أنجلا ميركل، فتلقى الطيار تعليمات بالتوقف، وسريعا مضى عناصر من الشرطة الى حيث كان في الدرجة الأولى واعتقلوه، من دون أن ينتفض أو يبدي أي اعتراض، ونقلوه بعدها الى مركز احتجاز للشرطة في وسط المدينة للوقوف على أقواله.


وقد اتصلت "العربية.نت" بفندق "سوفيتال" عبر الهاتف لتسأل عن هوية المرأة التي حاول شتراوس اغتصابها، لعلها تكون من أصل عربي أو ما شابه، فرفضت إدارة الفندق الإدلاء بأي معلومات عنها، وقال المجيب على الجانب الآخر من الخط أن الوقت ما زال باكرا للكشف عن هويتها.


وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها دومينيك شتراوس للعلن كصاحب تحرشات، فهو رجل مثير للجدل على صعيد التحرشات والمغامرات، ففي 2008 ظهرت قضية معقدة كان بطلها بعد أن اتضح أنه أقام علاقة غرامية خارج فراش الزوجية مع بيروسكا ناجي، وهي مجرية وكبرى الموظفات بصندوق النقد الدولي، لكنه خرج بريئا مما اتهموه به ذلك العام، وهو التحرش والمحاباة والمحسوبية واستغلال السلطات.


وكان صندوق النقد عين محاميا من خارج المؤسسة للتحقيق فيما إذا كان شتراوس-كان أخل بسلطته فيما يخص إقامته العلاقة العاطفية المذكورة، لكن التحقيق توصل الى نتيجة مفادها أن علاقته بناجي التي كانت تعمل في إدارة إفريقيا في الصندوق قبل حصولها على مكافأة نهاية خدمة في 2008 ومغادرتها عملها "تمت برضا الطرفين".


ومع افتضاح أمر شتراوس، المتزوج من المذيعة التلفزيونية الشهيرة الثرية، الفرنسية آن سنكلير، فإنه لم يجد أمامه إلا الاعتذار وقتها عما وصفه "الارتباط الذي دام لفترة وجيزة" مع الموظفة المذكورة، حيث قال في رسالة أرسلها بالبريد الإلكتروني إلى كافة العاملين في المؤسسة التابعة للأمم المتحدة إنه "يأسف لهذه العلاقة" على حد تعبيره.


وكان عبد الشكور شعلان، العضو المصري بمجلس إدارة الدول الأعضاء في صندوق النقد، هو الذي طالب بفتح التحقيق بعلاقة شتراوس-كان، وهو يهودي الديانة، مع بيروسكا، للكشف عما إذا كانت حصلت على مكافأة أكبر من المتوقع عندما تركت عملها في الصندوق، أو ما إذا كانت تعرضت لضغوط من أجل إرغامها على ترك وظيفتها فيه.


ويعمل شتراوس-كان مديرا عاما للصندوق منذ 2007 وقبلها كان عضوا بالجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) واستاذا للاقتصاد في معهد الدراسات السياسية في باريس، ووصفوه بأحد أكثر المؤهلين لخلافة ساركوزي على رئاسة فرنسا، إلا أن مشكلته مع خادمة فندق قد تحرمه من كل هذه الأحلام.


وكان شتراوس يعيش حياة الميسورين بوضوح كامل، الى درجة اتهموه معها بأنه يشتري بدلات سعر الواحدة منها 35 ألف دولار، فاعتبر أن ما كتبته صحيفة "فرانس سوار" حملة ضده، فقاضاها أمام محكمة القضاء العالي بباريس، وما زالت القضية مفتوحة، متهما الصحيفة التي تؤكد أن معلوماتها صحيحة 100% ومعززة بالوثائق، بتشويه صورته بعد أن نشرت معلومات ذكرت فيها أنه يشتري البدلات من أحد أشهر مصممي الأزياء الرجالية في الولايات المتحدة، وهو جورج دو باري.


كما نشرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية الأسبوع الماضي صورة لشتراوس وهو في إجازة كان يمضيها في باريس، وبدا في الصورة يهم بركوب سيارة من طراز بورش لا يقل ثمنها عن 100 ألف يورو، فعرّضته الصورة لانتقادات شديدة من "حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية" (اليميني الحاكم) أو من منافسيه داخل الحزب الاشتراكي، مع أنه نفى أن تكون البورش ملكا له، مؤكدا أنها من ممتلكات أحد أصدقائه.


لكن الأكيد هو ما تتداوله وسائل إعلام أمريكية موثوقة، من أن شتراوس الذي يقيم في الولايات المتحدة، وراتبه 37 ألف دولار صاف من الضرائب شهريا، يعيش حياة الأباطرة فعلا، فهو يقيم في فيلا قرب واشنطن اشتراها في 2007 بأكثر من 4 ملايين دولار، كما يقيم في باريس حين يزورها في شقة يملكها واشتراها في 1990 بالمبلغ نفسه، ولديه شقة كبيرة في المنطقة الرابعة بباريس أيضا، وثمنها 6 ملايين دولار، إلا أنه لا يشبع على ما يبدو، الى درجة أنه أراد استخلاص اللذة حتى من عاملة فندق مسكينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بث مباشر للمسجد الحرام بمكة المكرمة