اشتباكات داخل صفوف الجيش اليمني وسط تأكيد صالح أن غالبية الشعب تؤيده
أصيب ضابط يمني وأربعة جنود آخرين في اشتباكات بين مجموعة من الجيش وأخرى من الحرس الجمهوري في حضرموت، في إشارة جديدة إلى الانقسام داخل الجيش اليمني بعد استقالات عدد من قياداته وانضمامهم لثورة الشباب، رغم إعلان وزير الدفاع ولاء القوات المسلحة للرئيس علي عبد الله صالح الذي أكد بدوره أنه صامد وغالبية الشعب تؤيده.
وذكر مراسل الجزيرة في عدن فضل مبارك أن اشتباكا وقع مساء الاثنين بين مجموعة من الجيش وأخرى من الحرس الجمهوري في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت أسفر عن إصابة ضابط وأربعة جنود.
وأضاف المراسل أن هذه الاشتباكات استمرت نصف ساعة وقام خلالها الجانبان باستدعاء تعزيزات عسكرية، قبل أن يتمركز كل طرف منهما في جانب من المدينة، بينما انتشر عدد من الدبابات في مداخل وتقاطعات مدينة المكلا.
وتأتي تلك التطورات في أعقاب تأكيد وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد الاثنين أن القوات المسلحة ستظل وفية للرئيس صالح، وأنها لن تسمح تحت أي ظرف بأي محاولة للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية، أو انتهاك أمن الوطن والمواطنين، حسب قوله.
وفي قت سابق، أعلن مجلس الدفاع الوطني اليمني أنه في حالة انعقاد دائم للوقوف على مستجدات الأحداث أولا بأول، مؤكداً أن المؤسسات الدستورية "ستظل وفية للاضطلاع بمهامها وواجباتها للحفاظ على الشرعية الدستورية والديمقراطية والوحدة والنظام الجمهوري وأمن واستقرار الوطن".
في غضون ذلك التقى الرئيس اليمني أمس الاثنين مجموعة من مشايخ وأعيان وشخصيات اجتماعية وشباب وأعضاء مجالس محلية من أبناء مديريتيْ صعفان ومناخة بمحافظة صنعاء، وأكدوا ولاءهم له ورفضهم الانقلاب على الشرعية الدستورية.
وأكد صالح خلال لقائه بهم أنه صامد "صمود جبال عيبان ونقم"، مضيفاً أن "من يدعون للفوضى والعنف والبغضاء والتخريب هم قلة قليلة من مجموعة الشعب اليمني، بينما السواد الأعظم مع الأمن والاستقرار والشرعية الدستورية".
|
محتجون يحتفلون بأحد ضباط الجيش انضم لثورة الشباب (رويترز) |
استقالات
يأتي ذلك في وقت تواصلت فيه على نحو غير مسبوق استقالات السفراء والدبلوماسيين وانضمام عدد من قادة الألوية والمناطق العسكرية لثورة الشباب السلمية.
وكان من أبرز المنضمين للثورة قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواءُ علي محسن صالح الأحمر، وقائد المنطقة الغربية محمد علي محسن الأحمر، وقائد اللواء 310 بمحافظة عمران العميد الركن حميد القشيبي.
وكان ثلاثة وزراء يمنيين قد استقالوا الأسبوع الماضي مما دفع صالح يوم الأحد إلى إقالة حكومته.
وجدد رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ عبد الحميد الزنداني دعوته الرئيس صالح إلى التنحي، وأكد أنه بات واضحا عدم قدرة الأخير على إدارة اليمن. كما دعا جميع أفراد القوات المسلحة إلى الانضمام إلى ثورة التغيير مع بقية الشعب اليمني.
وتجري هذه الأحداث بينما يواصل اليمنيون حركتهم الاحتجاجية منذ نحو خمسة أسابيع في مختلف أنحاء اليمن، ويصر المحتجون على تنحية الرئيس صالح رافضين عدد من المبادرات التي تقدم بها للخروج من الأزمة.
وتشارك في الاحتجاجات شرائح مختلفة من أطياف المجتمع المدني، وتخللتها مواجهاتٌ مع قوات الأمن أسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من مائة قتيل، الأمر الذي دفع صالح إلى إعلان حالة الطوارئ لمدة 30 يوما.
|
وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي دعوا إلى تحول سياسي منظم في اليمن |
مواقف غربية
على الصعيد السياسي ذكرت وكالة رويترز نقلا عن مسؤول أميركي أن مستشار أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب تحدث مع الرئيس اليمني يوم الأحد ليعبر عن قلقه بخصوص الحملة الأمنية على المحتجين.
كما نقلت الوكالة عن مستشار الأمن القومي بن رودس قوله إن الجهود الأميركية في اليمن تتركز على النهوض بالحوار السياسي للوصول إلى تسوية تضع نهاية للعنف.
ودعت السفارة الأميركية في اليمن جميع رعاياها إلى عدم مغادرة منازلهم مساء الاثنين بسبب عدم الاستقرار في البلاد.
ومن جهته صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون بأن بلاده منزعجة للغاية بسبب الأحداث في اليمن، داعيا جميع دول المنطقة لتلبية تطلعات شعوبها بالإصلاح لا بالقمع.
بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس الاثنين، إن استقالة الرئيس اليمني أصبحت أمرا حتميا.
وقال نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي اتخاذ نفس الموقف الذي اتخذه حيال العقيد الليبي معمر القذافي عندما طلب منه "التنازل عن السلطة فورا" بعدما بدأ الأخير بإطلاق النار على شعبه.
لكن وزارء خارجية الاتحاد الأوروبي أصدروا في النهاية بيانا مشتركا أكثر اعتدالا دعا فقط إلى "تحول سياسي منظم"، وحث الحكومة اليمنية على "المشاركة في حوار بناء وشامل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق