المشروبات الغازية وراء الإصابة بسرطان المريء المشروبات الغازية هى مشروبات صناعية مضاف إليها مواد حافظة وغازات ونكهات تعطيها الطعم المميز الذي يختلف من نوع لآخر حسب النكهة المضافة، مع عدم وجود أي قيمة غذائية لها، بالإضافة إلى احتوائها على سعرات حرارية عالية نتيجة وجود كميات كبيرة من السكر.
كما أنها تسبب عسر الهضم، وذلك لإحتوائها على مادة "البيكربونات" وهى مادة قوية، تعمل على تقليل حمض المعدة الذي يلعب دوراً هاماً في عملية الهضم، فتفقد الكثير من الإنزيمات الهاضمة قدرتها على الهضم، لأنها لا تعمل إلا في وسط حمضي والمياه الغازية تغير وسط المعدة إلى قلوي.
وفي بحث يدق أجراس الخطر حول هذه المشروبات وخطورتها على صحة الإنسان، شكك بعض العلماء في العلاقة بين المشروبات الغازية وسرطان المرئ ودعوا إلى إجراء مزيد من الأبحاث. كما توصل الفريق إلى وجود هذه العلاقة أيضاً في بريطانيا واستراليا، حيث ترتفع أيضاً معدلات استهلاك المشروبات الغازية. حيث أن حوالي 7200 شخص يصابون بسرطان المرئ كل عام بزيادة 65 % على مدى الثلاثين عاماً الأخيرة.
وعلى النقيض تقل معدلات الإصابة بالمرض في دول مثل اليابان والصين بسبب انخفاض معدلات استهلاك المشروبات الغازية.
ومن جانبه، أكد الباحث مهنداس مالاث يشير هذا الارتباط القوي والمفاجئ أن تأثير المواد الغذائية على الصحة. وفي ظل استمرار ارتفاع تلك المعدلات خلال العشرين عاماً القادمة نعتقد أن هناك حاجة ملحة لاجراء مزيد من الدراسات من أجل التوصل إلى العلاقة الحقيقية.
وفي الوقت نفسه، أكد لي كابلان من مستشفي ماساشوستس العامة، أن البحث لا يثبت بأي حال أن استهلاك المشروبات الغازية يسبب سرطان المرئ ولكنه يشير فقط إلى احتمال وجود علاقة بين الأمرين، طبقاً لما ورد بجريدة "الزمان".
وأضاف كابلان أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من هذه المشروبات قد يكون عندهم أسباب أخري تؤدي الي السرطان مثل السمنة الزائدة.
وأوضح البحث أن المشروبات الغازية تؤدي إلى انتفاخ المعدة مما قد يؤدي إلى دخول محتويات المعدة إلى المرئ. ومن المعروف أن محتويات المعدة تميل إلى أن تكون حمضية في معظمها مما يثير أغشية المرئ وهى ظاهرة يربطها العلماء بتطور سرطان المرئ.
وأكد ريتشادر لامينج من اتحاد المشروبات الغازية البريطاني: "قارن كاتب هذه الدراسة فقط بين احصائيات استهلاك المشروبات الغازية وبين زيادة نوع نادر جداً من أنواع السرطان".
وأضاف: "كما أن معد الدراسة لم ينظر إلى عناصر الاستهلاك بالنسبة للأشخاص الذين ينمو عندهم هذا النوع من السرطان، حيث ولم يجد باحثو السرطان أي علاقة بين الأمرين. وعلى مدي العقدين الماضيين تغيرت العديد من أساليب الحياة والغذاء". كما أكد أنه لا يوجد أساس علمي للربط بين غذاء معين والإصابة بالسرطان.
وكان بحث قد أفاد بأن زيادة استهلاك المشروبات الغازية قد يكون سبباً في الإصابة ببعض أنواع سرطان المرئ. وخلص فريق من مستشفي "تاتا ميموريال" الهندية إلى أن استهلاك المشروبات الغازية ازداد خمس مرات في الولايات المتحدة خلال الـ50 عاماً الماضية.
وربط الباحثون هذه الزيادة بارتفاع معدلات سرطان المرئ ست مرات عن المعتاد بين الرجال البيض الذي يستهلكون معظم المشروبات الغازية.
كما أكدت دراسة علمية حديثة أن المشروبات الغازية تزيد من خطر التعرض لسرطان المرىء، موضحة أن هناك إرتباط قوى بين تناول المشروبات التى تحتوى على بيكربونات الصوديوم وسرطان المرىء.
واشارت إحدى الإحصائيات إلى زيادة نسبة تناول هذه المشروبات حيث كان المستهلك منها حوالى 10.8 جالون عام 1946 وأصبحت 49.2 عام 2000 إلى جانب أن سرطان المرىء يوثر على حوالى 14 ألف أمريكي ويتسبب فى وفاة 10 ألاف أمريكى سنوياً.
وقد أثبت العلماء أن علاقة المشروبات الغازية بالسرطان ليست مصادفة حيث تؤكد التجارب ان بيكربونات الصوديوم تسبب إنتفاخ فى المعدة مما يؤدى إلى إرتجاع العصارة المعدية والذى يعتبر من مسببت سرطان المرىء.
المشروبات الغازية تضعف عظامك
أكدت دراسة حديثة أن المشروبات الغازية تحتوي على ما يعادل عشر ملاعق سكر، وهي كافية لتدمير فيتامين "B" الذي يؤدي نقصه في الجسم إلى سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والأرق والتشنجات العضلية. وأشارت الدراسة إلى أن المشروبات الغازية تعمل على ضعف وهشاشة العظام، خصوصاً في سن المراهقة، حيث تؤثر على الاسنان لأنها تحتوي على أحماض الفوسفوريك والكاربونيك التي تسبب تآكل طبقة المينا الحامية للأسنان.
وأوضحت الدراسة أن المشروبات الغازية لا تحتوي على أي قيمة غذائية بالإضافة إلى احتوائها على سعرات حرارية عالية نتيجة وجود كميات كبيرة من السكر، كما أنها تسبب عسر الهضم، وذلك لاحتوائها على مادة البيكربونات وهي مادة قوية، تعمل على تقليل حمض المعدة الذي يلعب دوراً هاماً في عملية الهضم، فتفقد الكثير من الانزيمات الهاضمة قدرتها على الهضم لأنها لا تعمل إلا في وسط حمضي والمياه الغازية تغير وسط المعدة إلى قلوي.
وأضافت الدراسة أن المشروبات الغازية تصنع من مادة الكولا التي تحتوي على مادة الكافيين التي تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر، وزيادة الحموضة، كما تسبب مادة الكولا الأرق لدى الأطفال واضطرابات في النوم.
وتدمر الكلى
كما أكد باحثون أمريكيون أن تناول أكثر من عبوتين يومياً من أحد المشروبات الغازية للكولا يرفع احتمالات الإصابة بأمراض فشل الكلى المزمنة إلى أكثر من الضعف. وتأتي هذه الدراسة الحديثة كإضافة إلى ذلك الرصيد المتزايد من الدراسات الطبية التي تُحذر من المخاطر الصحية للإكثار من تناول مشروبات الكولا الغازية ، والتي تشمل التسبب في هشاشة بنية العظم وحصاة الكلى وضعف الأسنان، لكن الأهم هو ارتفاع الإصابات بمرض السكري وبالسمنة.
وأشارت الدكتورة دالي ساندلار وزملاؤها من المؤسسة القومية لعلوم الصحة البيئية في كارولينا الشمالية في دراستهم المنشورة بعدد يوليو من مجلة "علم الأوبئة": " إن ارتفاع احتمالات الخطورة هذا لم يُلاحظ عند تناول مشروبات غازية أخرى".
وأضافت ساندلارد أن دراستها تُشير إلى وجود شيء ما في مشروبات الكولا الغازية - دون بقية أنواع المشروبات الغازية - له ارتباط وثيق برفع مخاطر الإصابة بالفشل الكلوي المزمن، مشيرة إلى أن ذلك بسبب مركب حمض الفوسفور الذي يُكسب مشروبات الكولا الغازية تلك النكهة والطعم المميز، والذي يُضاف في الأصل إلى تلك المشروبات كمادة تعمل على حفظ مكوناتها .. بخلاف المشروبات الغازية الأخرى التي يُستخدم فيها حمض الستريك لتلك الغاية.
وأكدت أن تعرض الجسم لكميات عالية من حمض الفوسفور مرتبط برفع احتمالات تلف أنسجة الكلى وفشلها عن أداء وظائفها في تصفية الدم وغير ذلك من الوظائف العديدة الأخرى، إضافة إلى تسببه في رفع احتمالات تكوين حصاة الكلى.
وتؤثر على الكبد
وأكدت نتائج دراسة أجريت حديثاً على الفئران الشكوك التي تفيد بأن تناول المشروبات الغازية السكرية يرتبط بتطور أمراض الكبد.
وكشفت نتائج الدراسة الأمريكية أن الفئران التي تناولت كميات كبيرة من المياه المحلاة بالسكر أصيبت بأمراض الدهون الكبدية، وخاصةً التي تناولت نوعاً من السكر يعرف بالفركتوز، كما قل إقبال هذه الفئران على الطعام في حين حصلت على عدد أكبر من السعرات وزاد وزنها.
وتدعم هذه النتائج النظرية التي تفيد بأن تناول الفركتوز بكميات كبيرة يدمر الكبد ويزيد نسبة السموم.
وتصيب الرجال بالنقرس
كما كشفت تقارير طبية أن المشروبات الغازية المحلاة بالسكر والفركتوز ترتبط بشكل كبير بزيادة مخاطر الإصابة بالنقرس لدى الرجال، بينما ولا يزيد تناول المشروبات الغازية التي لا تتضمن سعرات حرارية كبيرة "الدايت" من هذه المخاطر. وأوضح الدكتور "هيون كيه.شوي" أن المشروبات الغازية المحلاة تتضمن كميات كبيرة من الفركتوز وهو سكر مستخرج من الفواكه والذي يزيد من مستويات حمض اليوريك، وتوفر هذه النتائج اول دليل على ان الفركتوز والأغذية الغنية بالفركتوز تمثل عوامل مخاطر مهمة للإصابة بالنقرس.
واستعان شوي وهو من جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر والدكتور "جاري كورهان" من كلية طب هارفارد في بوسطن باستبيانات عن الطعام لتقييم مستويات استهلاك المشروبات الغازية والفركتوز لدى 46393 رجلا شملتهم دراسة "المتابعة الصحية المهنية" لم يكونوا يعانون من النقرس في بداية الدراسة وجرى تتبعهم على مدار 12 عاماً.
ولوحظ اتجاه مماثل في استهلاك الفركتوز، فمقارنة مع الأفراد الذين استهلكوا أقل مستويات من الفركتوز، فإن هؤلاء الذين استهلكوا اعلى المستويات يواجهون مخاطر متزايدة للإصابة بالنقرس نسبتها 102 في المئة، كما يرتبط أيضاً استهلاك فواكه غنية بالفركتوز مثل التفاح والبرتقال بزيادة مخاطر الإصابة بالنقرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق