تواصل الاحتجاجات في اليمن وتشكيل لجان شعبية تحسبا لوقوع فوضى صنعاء: يواصل المحتجون اليمنيون الثلاثاء اعتصامهم في "ساحة التغيير" في العاصمة صنعاء ، فيما انتشرت عناصر الجيش والوحدات العسكرية في عدة مدن ، في محاولة لفض الاعتصامات المناوئة للرئيس علي عبدالله صالح والمطالبة برحيله.
وافاد مراسل قناة "الجزيرة" بأن قبيلة بكيل ثاني كبرى القبائل في اليمن اعلنت انضمامها للمعتصمين في ساحة التغيير وسط صنعاء.
وقرر عشرات الآلاف من شباب الاعتصام المفتوح بمحافظة عمران نقل اعتصامهم المفتوح والمطالب برحيل صالح وإسقاط النظام إلى ساحة التغيير بجامعة صنعاء ، تضامنا مع المحتجين هناك.
ونقل موقع "نشوان نيوز" اليمني عن مصادر مطلعة قولها: "ان انتشارا كثيفا للجنود والوحدات العسكرية وان الجنود قاموا باحتجاز الخيام التي اصطحبها بعض الشباب معهم من عمران".
وكان الشباب المعتصمون بعمران قد أكدوا على ضرورة سلمية الثورة الشعبية وعدم الانزلاق إلى طريق العنف ، مؤكدين انهم لن ينجروا إلى خيار العنف مهما حاولت السلطة .
وردد المعتصمون شعارات تندد بالعنف وتؤكد على سلمية الثورة الشبابية .
واشار مراسل قناة "الجزيرة" الى انه تم "تشكيل لجان شعبية من سكان الاحياء المجاورة لساحة التغيير" ، وذلك تحسبا لحدوث فوضى امنية كما حدث سابقا في مصر وتونس.
وكانت الاشتباكات تجددت امس الاحد في محيط "ساحة التغيير" أمام جامعة صنعاء بين عناصر من الشرطة وأنصار مؤيدين للرئيس علي عبدالله صالح من جهة وبين المئات من المعتصمين والمحتجين المطالبين بإسقاط النظام من جهة ثانية، وسقط فيها عشرات الجرحى نتيجة استخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أصدر فيه الرئيس اليمنى قرارًا جمهوريًا بتعديل وزارى محدود فى حكومة الدكتور على محمد مجور رئيس الوزراء، شمل وزارتى الأوقاف والشباب والرياضة.
وتضمن القرار تعيين حمود محمد عباد وزيرا للأوقاف والإرشاد، خلفا للقاضى حمود الهتار، وتعيين عارف عوض الزوكا وزيرا للشباب والرياضة خلفا للوزير السابق حمود محمد عباد.
وكانت أنباء ترددت عن إقالة حمود الهتار كوزير للأوقاف والإرشاد، على خلفية قضايا فساد تتعلق بأراضى الأوقاف، بينما أكدت أنباء أخرى أن الهتار قدم استقالته احتجاجًا على استخدام العنف من قبل السلطة اليمنية فى التعامل مع المتظاهرين وتفريقهم.
احراق قسم شرطة
| |
| مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن |
|
|
وفي حادث يعد الأول من نوعه منذ اندلاع التظاهرات المناهضة للحكومة اليمنية، قامت عناصر وصفها الأمن بأنها " تخريبية" بإحراق قسم شرطة "دار سعد" بمحافظة عدن جنوب اليمن ، مما تسبب في مقتل شخص واحد على الأقل.
وذكرت مصادر أمنية بمديرية أمن محافظة "عدن" ، فى بيان لها اليوم، أن قسم شرطة "دار سعد" شهد أمس عملية إجرامية منظمة لإحراقه وإتلاف وتخريب جميع محتوياته وكيانه الشرطى، عندما قامت مجموعة من العناصر المشبوهة والمخربة ومعهم مجموعة مسلحة بعملية إحراق كامل للقسم، مما أدى لإتلاف جميع الآليات والمعدات والوثائق المتعلقة بقضايا المواطنين والوثائق الخاصة بالأحوال المدنية، بالإضافة إلى إحراق سيارات الشرطة.
وقالت المصادر إن العملية أدت إلى فرار المحتجزين داخل القسم على ذمة قضايا جنائية مرتبطة بقضايا المواطنين، فضلا عن إحراق عدد من سيارات المواطنين الموجودة أمام ساحة القسم.
وفى هذا السياق حذرت اللجنة الأمنية بمحافظة "عدن" كل الخارجين عن القانون، وأنها لن تتوان فى ردعهم واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.
وأكدت اللجنة الأمنية فى بيان لها أن الجرائم التى يرتكبها الخارجون عن القانون لا تسقط بالتقادم، وستتم ملاحقة الجناة لتقديمهم للعدالة.
وأشادت اللجنة بدور وجهود أبناء المحافظة الذين استهجنوا تلك الأفعال، وأهابت بهم فى الوقت نفسه عدم الانجرار وراء هذه الأفعال، كما عبرت عن أسفها لما تقوم به بعض وسائل الإعلام من تضليل وتزييف للحقائق، وتضليل الرأى العام الأمر الذى يفقد تلك الوسائل مصداقيتها.
مستعدون للموت
| |
| خريطة الاعتصام في اليمن |
|
|
وقال شباب الثورة الشبابية الشعبية "إن الرئيس علي عبد الله صالح أكد, خلال لقاء خاص جمعه بسفراء بعض الدول في صنعاء أواخر الأسبوع الماضي, أنه سيقمع المتظاهرين بالقوة إذا لم يستجيبوا لمبادرته", مدينين كافة أساليب القمع والترهيب والاعتداءات التي يتعرض لها رجال الإعلام والصحافة. ونقل موقع "مأرب برس" اليمني عن الشباب قولها في بيان: " أنهم في ساحة التغيير بصنعاء وساحات الحرية الأخرى يؤكدون أن هذه الأعمال الوحشية لن تعيدهم ولن تثنيهم عن هدفهم الذي خرجوا من أجله وهو سقوط النظام ورحيل الرئيس صالح وبناء دولة يمنية مدنية جديدة مهما كلفهم هذا من شهداء" , مشيرين إلى أنهم مستعدون للموت من أجل تحقيق هذا الهدف.
وطالب الشباب حكومة الولايات المتحدة الأمريكية الكشف عن نوعية الغاز المستخدم في قمع المتظاهرين السلميين في اليمن، كون القنابل التي استخدمها نظام الطاغية صالح, حسب تسميتهم, هي عبارة عن منحة من الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة اليمنية لاستخدامها في الحرب على القاعدة واستخدمها النظام اليمني في قمع المواطنين العزل وذلك حتى يتمكن الأطباء من استخراج المصل اللازم لعلاج الجرحى.
وتوسعت ساحة الاعتصام المسماة ساحة "التغيير" في حي الجامعة في العاصمة اليمنية صنعاء لتشمل العديد من الشوارع الرئيسية والفرعية في وقت قياسي.
ونشر موقع "نشوان نيوز" اليمني خارطة تبين الشوارع التي امتدت عليها خيام المعتصمين والتي وصلت الى شارع القاهرة جوار مطعم ايجل، شمالا، وشرقا، بينما امتدت جنوبا لتصل الى تقاطع شارعي الرقاص والدائري.
أما شرقا فقد امتدت الساحة حتى تجاوزت تقاطع شارع الزراعة مع شارع العدل، فيما امتدت غربا بشكل يسير الى شارع الرباط.
ويعتصم في هذه المنطقة منذ أكثر من شهر، عشرات الالاف من اليمنيين المطالبين بإسقاط النظام، فيما تشهد معظم عواصم محافظات اليمن اعتصامات مماثلة أبرزها في تعز وعمران وعدن.
على صعيد اخر،أقدم قراصنه انترنت "هكر" على اختراق موقع قناة اليمن الفضائية "التلفزيون الرسمي" مساء امس الاحد، ونشروا عليها صورا لمعتصمين سقطوا على يد رجال الامن.
من جهة اخرى طالبت وزارة الخارجية الفرنسية الأحد من رعاياها المقيمين أو الذين يزورون اليمن "مغادرة البلاد مؤقتا في أسرع وقت" بسبب تدهور الوضع الأمني.
وقبل خمسة أشهر، طلبت الخارجية الفرنسية من الأزواج الذين لديهم أولاد لمهاجرين فرنسيين يعيشون في اليمن بمغادرة البلاد بسبب ارتفاع وتيرة الاعتداءات التي يتبناها تنظيم القاعدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق