الجمعة، 18 مارس 2011

ليبيا : واشنطن تنسق لعمل عسكري ضد ليبيا

واشنطن تنسق لعمل عسكري ضد ليبيا
 



















انضمت الولايات المتحدة إلى الدول التي أعلنت استعدادها للمساهمة بتحرك عسكري لتطبيق قرار مجلس الأمن بشأن فرض الحظر الجوي على ليبيا ضمن تحرك دولي، وبينما بدأت دول أخرى التحرك عمليا باتجاه تطبيق القرار الأممي، واصل النظام الليبي قصف مدن ليبية رغم إعلانه الالتزام بتطبيق القرار.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمة بشأن تطورات الأحداث في ليبيا، إنه طلب من وزير دفاعه بحث الآلية اللازم اتخاذها اتجاه ليبيا ضمن التحرك الدولي والعربي، مؤكدا أن بلاده لن تنشر قوات برية في ليبيا ولن تلجأ للاستخدام المفرط للقوة.

وأكد أوباما أن العقيد الليبي معمر القذافي قد خسر محبة شعبه واحترامه، بسبب لجوئه للعنف والتعامل بقسوة مفرطة مع المدنيين.

وكان الجيش الأميركي قد أعلن في وقت سابق أن الولايات المتحدة ستنشر سفنا برمائية إضافية في البحر المتوسط، في إطار خطط الإدارة الأميركية للرد على العنف في ليبيا.

ووفقا لبيان خاص أصدره الجيش فإن مجموعة سفن باتان البرمائية ستنتشر في 23 من الشهر الجاري، وقبل الموعد المحدد لها أصلا لتحل محل وحدات من مجموعة كيرسارج البرمائية الموجودة حاليا بالبحر المتوسط.

وتشمل المجموعة التي سيتم نشرها السفينة البرمائية الهجومية باتان ومقرها فرجينيا فضلا عن سفن أخرى.

كلينتون أكدت أن التحرك الدولي سيكون تدريجيا (رويترز)
وفي سياق الموقف الأميركي كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد أكدت أن الجهود الدولية ضد القذافي تهدف لإسقاطه، لكن التحرك سيكون "خطوة بخطوة".

ومضت كلينتون تقول للصحفيين "رفض القذافي الاستماع إلى الدعوات المتكررة حتى الآن بوقف العنف ضد شعبه لم يترك لنا خيارا سوى مواصلة العمل في هذا الاتجاه".

وردا على إعلان ليبيا قبولها قرار وقف إطلاق النار قالت كلينتون "سوف نواصل العمل مع شركائنا في المجتمع الدولي للضغط على القذافي كي يرحل ولدعم الآمال المشروعة للشعب الليبي".

وكانت كل من فرنسا وبريطانيا قد أكدتا اليوم أنهما تتعاملان بحذر مع إعلان ليبيا التزامها بالقرار الأممي، مشددتين على أنهما ستتعاملان مع القذافي على أساس ما يفعله لا ما يقوله.

وعلى الأرض واصلت كتائب القذافي قصفها لمدينة مصراتة غرب البلاد، رغم أن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا أكد أن الحكومة الليبية حريصة على حياة المدنيين، وتعهد بسلامة كل الأجانب والأصول الأجنبية في ليبيا.

تحركات عسكرية
 وفي إطار الاستعدادات الدولية للبدء في تنفيذ القرار الأممي، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إن بلاده توشك على البدء في تحريك طائرات مقاتلة إلى قواعد يمكن أن تنطلق منها للمشاركة في فرض حظر جوي على ليبيا.
وقال كاميرون لبرلمان بلاده "إن بريطانيا ستنشر طائرات تورنادو وتايفون وأيضا طائرات تزويد بالوقود في الجو وطائرات مراقبة"، مؤكدا أن ترتيبات نشر هذه الطائرات بدأت بالفعل وأنها ستتحرك خلال الساعات القليلة القادمة إلى قواعد جوية يمكن أن تبدأ منها التحرك اللازم.
طائرة تورنيدو البريطانية من المتوقع مشاركتها في عملية عسكرية ضد نظام القذافي (رويترز)
وشدد المسؤول البريطاني على أن قرار مجلس الأمن لا يقر بدخول قوة غزو لليبيا، وأوضح قائلا "ليس للأمر علاقة بجيش احتلال".
وبدورها أعلنت بلجيكا اليوم استعدادها للمساهمة بست طائرات مقاتلة من نوع "أف 16" لفرض حظر جوي على ليبيا.
وقال وزير الدفاع البلجيكي بيتر دو كريم إن هذه الطائرات تجري حاليا تدريبات في اليونان، إذا طلب حلف شمال الأطلسي (الناتو) تدخلا عسكريا منها.
وأشار الوزير البلجيكي إلى أن بلاده تملك سفينة ألغام في المنطقة على متنها 30 شخصا قد تشارك أيضا، موضحا أن العملية لا تنحصر في مراقبة المجال الجوي لفرض الحظر، بل تشمل تأمين الأرض وحماية السكان.

أما فرنسا فكانت قد توقعت أن يبدأ الهجوم الجوي على ليبيا خلال ساعات قليلة، وأكدت الحكومة الفرنسية -على لسان الناطق باسمها فرانسوا باروين- أن الفرنسيين طالبوا بهذا الهجوم، وهم سيشاركون فيه بالطبع.
وأوضح أن الأمر لا يتعلق باحتلال مناطق ليبية، ولكن بعملية عسكرية لحماية الشعب وتمكينه من تحقيق سعيه للحرية حتى النهاية، أي حتى سقوط القذافي.
وقد رجحت صحيفة لو فيغارو القريبة من الحكومة أن تستخدم فرنسا في هذه المهمة طائرات عسكرية فرنسية من جزيرة كورسيكا بالبحر المتوسط.
وفي كندا قالت وسائل إعلام إن كندا سترسل إلى ليبيا ست مقاتلات من طراز "سي أف 18" للمشاركة في تطبيق القرار الأممي.
كما نقلت وكالة رويترز عن مصدر حكومي إيطالي قوله إن إيطاليا على استعداد لوضع قواعدها العسكرية تحت تصرف مجلس الأمن لتنفيذ الحظر الجوي، واصفا القرار بأنه "تطور إيجابي".
وتعتبر قاعدة سيغونيلا الجوية في صقلية –التي توفر دعما لوجستياً للأسطول الأميركي السادس- إحدى أقرب قواعد حلف شمال الأطلسي إلى ليبيا، وقد تستخدم في أي عملية عسكرية ضد كتائب القذافي.
وأبدى الاتحاد الأوروبي استعداده للبدء في تنفيذ قرار فرض الحظر الجوي "ضمن صلاحياته وقدراته".
كما أعلنت قطر أنها ستشارك في الجهود الدولية لحماية المدنيين في ليبيا، لكن لم يتضح ما إذا كان هذا يعني اشتراكها في أي عمليات عسكرية ضد قوات القذافي.
وفي كوبنهاغن، قالت الحكومة إنها مستعدة للعمل "بشكل سريع" للحصول على موافقة من البرلمان من أجل تقديم مساهمة من مقاتلات "أف 16".
وفي بروكسل أعلنت مصادر الناتو أن الحلف سيعقد جلسة طارئة اليوم الجمعة لبحث الوضع في ليبيا عقب قرار مجلس الأمن الليلة الماضية. وقالت المتحدثة باسم الناتو أوانا لونجيسكو إن سفراء الحلف سيبحثون تداعيات القرار بالإضافة إلى التخطيط لـ"كافة الاحتمالات".

ميركل رحبت بتعهد ليبيا بتطبيق القرار الأممي  (رويترز)
رفض للمشاركة

على الصعيد المقابل، أعلنت ألمانيا أنها لن تشارك بأي تدخل عسكري في ليبيا، وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله إن بلاده "تظل متشككة بشأن هذا الخيار"، وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد رحبت بإعلان ليبيا التزامها بقرار مجلس الأمن بشأن الحظر الجوي.
كما استبعدت روسيا المشاركة في أي عملية عسكرية ضد ليبيا، وفق ما نقلته وكالة إنترفاكس عن رئيس أركان الجيش الجنرال نيكولاي ماكاروف.
وفي أنقرة دعت تركيا إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، وقالت إنها تعارض التدخل العسكري الأجنبي في الصراع.
وفي تونس أكد متحدث باسم الحكومة أن بلاده لن تشارك في أي عمل عسكري ضد ليبيا.
وذكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان -في بيان صادر عن مكتبه- أن القرار الأممي بشن عمل عسكري في ليبيا ملزم لكل الدول، لكنه قال إنه يجب التوصل إلى حل سلمي للصراع، غير أن أردوغان أكد في تصريحات لاحقة أن بلاده لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء قتل المدنيين والنساء والأطفال، وأكد دعم بلاده للشعب الليبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بث مباشر للمسجد الحرام بمكة المكرمة