وألقى الشيخ جمال قطب، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، كلمة دعا فيها الأئمة والدعاة إلى الثبات على موقفهم وعدم التراجع عن مطالبهم، حتى يحصل الأزهر على استقلاله التام عن الدولة، ويتم تعديل القانون الخاص بتنظيم العمل فيه، واختيار شيخ الأزهر بالانتخاب، وضم الأوقاف والإفتاء إليه في مؤسسة دينية واحدة، وعودة الأوقاف المسلوبة إلى الأزهر الشريف.
وتواجدت قوات الجيش والمدرعات بكثافة داخل مشيخة الأزهر، وأغلقت الأبواب ومنعت الأئمة المتظاهرين من الدخول إلى مقر المشيخة، بينما غاب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن الحضور إلى المشيخة.
وتفاوض بعض أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع وفد ائتلاف أئمة الأوقاف ووعاظ الأزهر ووعدوهم ببحث مطالبهم.
في سياق متصل، أكد الدكتور عبدالله الحسيني، وزير الأوقاف، أن اللجنة القانونية، التي تم تشكيلها لبحث حالات «الأئمة المستبعدين أمنيا»، مازالت تبحث ملفاتهم، مشددا على التزام الوزارة بتصحيح أوضاع الأئمة غير المعينين حال ثبوت أحقيتهم في التعيين، وطالب المستبعدين بانتظار نتيجة عمل اللجنة.
من جهة أخرى، قرر الوزير الاستغناء عن 6 من مستشاري الوزارة المكلفين ببعض المهام الإدارية والإشرافية.
وأوضح أن هذا القرار يأتي ضمن توجه الحكومة الحالية لإتاحة الفرصة للكوادر الشابة وضخ دماء جديدة لتحمل المسؤولية الإدارية خلال المرحلة المقبلة بعد ثورة 25 يناير.
إن تاريخ الأزهر اليوم هو حلقة من تاريخ الإسلام العظيم, وعليه أن يتجاوز تلك المواقف التي جعلته يري في صورة جامدة أحيانا, ومتراجعة أحيانا أخري, لأسباب لا يحتملها هذا المقال. وإذا كان قد أراد الله له خيرا بفضل ما هيأ له من شيخ كريم يمسك بكلتا يديه راية الإسلام ليعيد له مجده الخالد, وتاريخه المنير, فإن مشاركة الأسوياء من أبناء هذه الأمة في هذا الركب الميمون, كل علي قدر مواهبه هو المطلوب من كل مسلم غيور علي دينه وعلي أزهره.
* ولا نبالغ إذا قلنا في ختام هذا المقال: إن إصلاح الأمة الإسلامية علي مستوي العالم كله ينبغي أن يبدأ من الأزهر, ففي نهضته نهضة لها, وفي إصلاحه إصلاح لها كذلك, لأنه قائد مسيرة التنوير الروحي والعقلي والأخلاقي, ولا نتعجب كثيرا مما شبه به أمير الشعراء أحمد شوقي أعلام الأزهر وشيوخه بأنهم الكواكب المنيرة حين يكثر الظلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق