وبحسب تلك الوثائق، فإن آخر مرة شوهد فيها بن لادن كانت في ديسمبر 2001 بعد أن اقتربت القوات الخاصة من مغاور "تورا بورا"، وبعدها لم ير. إلا أن ملفات المعتقلين تشير إلى أنه اجتمع مع قادته في عام 2003 ولم يظهر بعد هذا اللقاء.
ومع ذلك، فيظل هروب بن لادن من أهم مظاهر الخلل في عملية ملاحقة وإنهاء "القاعدة" التي قادتها أمريكا، وظلت طريقة هروبه محلاً للكثير من النظريات، ولم يظهر بعد أي دليل واضح او رواية تؤكد الطريقة الصحيحة.
وفي ملفات المعتقلين تظهر روايات أخرى، ومن بينها ملف الأفغاني شيرزاد الذي يقول إن بن لادن هرب من الطوق المحكم حول عرينه بمساعدة من رجل حرب في الباكستان هو محمد نور مولوي. ومن الصعب التحقق من القصة وربما كان المعتقل هذا يشير إلى قائد هامشي قتل عام 2010 من قاتل مجهول الهوية في ميرام شاه ـ وزيرستان.
ويقول إن مولوي قدم لبن لادن وذراعه الأيمن أيمن الظواهري ما بين 40 إلى 50 مقاتلاً بعد لقاء مع قائد ميداني بارز هو ابو تراب تم في منتصف ديسمبر، وكان يعتقد أن بن لادن هرب بعد أن استطاع والظواهري اختراق الطوق المفروض عليهما من القوات الخاصة والقوات الأفغانية المساعدة إلى جنوب باكستان بعد أن استطاع أيضا تجنب الوحدات الباكستانية التي كانت تؤمن الحدود.
ولكن روايتين من روايات المعتقلين تظهر أن بن لادن هرب الى الشمال واستراحا في بيت أحد المتعاطفين الافغان هو أول ماليم غول قرب مدينة جلال آباد، ثم واصلا الرحلة على ظهور الخيول شمالا إلى كونار حيث بقيا هناك مدة 10 أشهر.
وتشير الوثيقة إلى أن بن لادن راقب البنية العسكرية التي بناها منذ عقد أو اكثر وهي تنهار تحت ضربات الطائرات الأمريكية، مما أدى به لاستدانة بعض المال كي يدفع لمن هربوه. وتقول شيرزاد إن أحد القادة العسكريين اسمه عب دالهادي العراقي سلم أحد القادة مبلغ 7 آلاف دولار أمريكي استدانها منه بن لادن أثناء معركة "تورا بورا"، مع أن بن لادن كان لديه المال الكافي قبل أشهر، حيث دفع 11 الف دولار لمشاريع إنمائية في قرى قرب قندهار.
وتظهر الوثائق حركة بن لادن في الأيام التي سبقت وتبعت هجمات سبتمبر 2001، إذ جاء في ملف أنه كان في خوست عندما وقعت الهجمات، وهناك وثيقة أخرى تظهر أنه كان في 13 نوفمبر في كابول حيث عقد اجتماعا مع قادته وتم في مناقشة انسحاب المقاتلين العرب للشرق حيث كانوا يتمركزون في شمال كابول.
وفي 30 من الشهر نفسه كان في جلال آباد حيث وزع 100 ألف دولار على رجال القبائل كي يتأكد من ولائهم، ثم تحرك إلى تورا بورا. لكن هناك من يشك أنه ذهب إلى هناك أم لا، ولكن البعض يقول إنه رآه ومنهم طبيب يمني اسمه ايمن سعيد باطرفي الذي وصف لقائين طلب فيهما بن لادن أدوية لمعالجة جراح. ووصف آخر زيارة لبن لادن في موقعه من الجبهة وجاء ليؤكد للمقاتلين على عدم الخوف من الأمريكيين.
وتقدم روايات المعتقلين صورة عن تراجع المقاتلين الذين قتل منهم الكثير وحصل آخرون على مساعدة من الأفغان أو من الباكستانيين، فيما قال آخرون ان الباكستانيين اعتقلوا عددا كبيرا منهم، ولكن معتقلا قال في شهادته إن المخابرات الباكستانية ساعدت المقاتلين على الهروب. وتشير الملفات إلى أن بن لادن ترك حرسه وراءه في تورا بورا، ويبدو أنه ترك المغاور قبل بداية التراجع، حيث يقول معتقل "فجأة رحل بن لادن من تورا بورا مع عدد من الرجال الذين اختارهم".
أما بالنسبة لعائلة بن لادن فقد ظلت في قندهار طوال الحرب، ثم تم ترتيب هروبها من أفغانستان، فملف أحمد سالم حمدان، سائق بن لادن، ومقاتل آخر متزوج من واحدة من بنات بن لادن فقد تم ترتيب هروب زوجات بن لادن من أفغانستان.
ويشير ملف أحد المعتقلين إلى أن الرحلة بدأت من قندهار للحدود الباكستانية "برفقة المعتقل وممتاز" وكانت الخطة نقل الزوجات إلى كويتا، والبقاء هناك مدة والعودة بعد ذلك لقندهار لكن ممتاز قتل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق