قوات تابعة للرئيس المنتخب الحسن وتارا (الفرنسية) |
وأفاد شهود عيان أن قصفا مدفعيا تجدد صباح اليوم في أبيدجان، وبالتحديد حول معاقل غباغبو.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد سكان حي كوكودي (شمال) قوله "نسمع قصفا متقطعا ودوي أسلحة رشاشة" حول مبنى التلفزيون الرسمي الواقع بمنطقة تضم أيضا مقر غباغبو.
وذكرت وكالة رويترز أن التلفزيون الحكومي انقطع ارساله أمس بعد تعرضه لهجوم من قبل قوات وتارا أثناء الليل، لكنه عاود بثه وعرض لقطات مؤيدة لغباغبو.
وتحدث آخر عن "تبادل للنار" حول مدرسة الشرطة في الحي نفسه بين قوات غباغبو ومقاتلي وتارا. كما أكد الشهود سماعهم لدوي قصف مدفعي منذ الصباح في حي بلاتو (وسط) حيث القصر الرئاسي.
وقال الكابتن ليون كواكوالا، المتحدث باسم وزارة الدفاع التابعة لوتارا صباح اليوم "الهجوم لم يبدأ بعد ولن يتأخر". وأضاف "نتخذ إجراءات لإضعاف العدو قبل شن الهجوم".
وجاء هذا التصريح ردا على حكومة غباغبو التي أكدت أمس الجمعة أنها صدت هجوما لقوات وتارا على آخر مواقعها.
وأمام تقدم قوات وتارا، دعا عسكريون تابعون للرئيس المنتهية ولايته في بيان اليوم قرأ عبر التلفزيون الرسمي إلى تأهب القوات "لحماية المؤسسات الجمهورية".
وفي "البلاغ الرقم 1" الذي تلاه عسكري وأرفق بعشرة بلاغات أخرى، طلبوا من رفقائهم الانضمام إلى الوحدات الخمس المتمركزة في أبيدجان.
وأشارت مصادر للوكالة الفرنسية إلى أن غباغبو يوجد برفقة أسرته بالمقر الرئاسي في حي كوكودي شمال العاصمة الاقتصادية لساحل العاج، وأنه ليس لديه نية الاستسلام، رغم تزايد النداءات الدولية أمس بضرورة رحيله وتسليم السلطة لوتارا.
وفي ظل المعارك التي وصفت بالضارية في أبيدجان، بدأ الرعايا الأجانب اليوم بالتوافد على قاعدة عسكرية فرنسية، وقالت قيادة القوات المتحدة في باريس إن نحو 1400 شخص يحتمون الآن بالقاعدة في منطقة بور بوريه قرب مطار أبيدجان، وبينهم فرنسيون ولبنانيون وجنسيات أخرى.
تحذير قوات وتارا من ارتكاب انتهاكات |
وتأتي هذه التطورات العسكرية في البلد الأفريقي، في وقت تتزايد المخاوف الدولية من حدوث انتهاكات إنسانية. وفي هذا الصدد، حثت منظمة هيومن رايتس ووتش الرئيس المنتخب على توجيه نداء واضح إلى قواته بعدم اللجوء إلى أعمال انتقامية من أنصار خصمه في أبيدجان.
وطلبت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان من وتارا وقادة القوات الموالية له والتي تحاصر غباغبو بمقره في أبيدجان بإصدار "أمر علني" إلى جميع عناصرها بالامتثال للقانون الدولي بشأن حقوق الإنسان والحقوق الإنسانية.
كما طلبت منهم المنظمة اتخاذ كل التدابير والإجراءات لضمان "المعاملة الإنسانية لأي شخص يعتقل، بمن فيهم المقاتلون في قوات غباغبو" والإخضاع للتحقيق وملاحقة مرتكبي "أعمال القتل والتصفية وغيرها من الانتهاكات الخطيرة" لحقوق الإنسان.
وقال الصليب الأحمر الدولي إن ثمانمائة شخص على الأقل قتلوا في دويكويه في غرب ساحل العاج خلال الأسبوع الماضي، خلال قتال بين القوات الموالية لغباغبو والمناهضة له.
وأكد خبراء بالأمم المتحدة في جنيف أمس الجمعة أيضا عن استمرار ما سموها الانتهاكات الخطيرة في ساحل العاج منذ شهور، وحالات الاختفاء القسري وأعمال القتل والتصفية والاعتداءات على النساء والأطفال.
وتفيد منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان أن غباغبو ومقربين منه قد يلاحقون بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" و"جرائم حرب" بسبب التجاوزات التي ارتكبتها قواته بحق المدنيين.
ولكن قوات وتارا هي الأخرى ليست بمنأى من هذه الانتقادات، حيث أعربت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة عن خشيتها من ارتكاب هذه القوات "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان" وخصوصا في غرب البلاد.
وأكدت المفوضية أن ما بين سبعمائة ألف ومليون شخص فروا من منازلهم منذ بداية الأزمة نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق