وتعهد المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يتولى ادارة شؤون البلاد منذ الاطاحة بمبارك في 11 شباط/فبراير الماضي، بان يكون الاستفتاء "حرا ونزيها"، كما وعد باجراء انتخابات برلمانية ورئاسية "حرة" لاحقا.
ويتعين على الناخبين تقديم بطاقات هويتهم للحصول على بطاقة الانتخاب التي تتضمن مواد الدستور المعدلة واسفلها دائرتان الخضراء منها تعني الموافقة والسوداء تعني عدم الموافقة.
وفي مدرسة بحي الزمالك، وقف المئات في طابور مزدوج واحد للنساء والثاني للرجال امتد عشرات الامتار ينتظرون دورهم. وقال بعضهم "هذه اول مرة نشاهد هذا".
وكان بعضهم ينتظر منذ السابعة والنصف صباحا اي قبل موعد فتح مكاتب الاقتراع في الساعة الثامنة "06,00 تغ".
و امام مدرسة القومية المشتركة في الزمالك عن عدم الموافقة، كان الناخبون في حي امبابة الفقير غرب القاهرة، اكثر ميلا الى تاييد التعديلات الدستورية.
وقال محمد عبد الحميد "60 عاما" انه سيختار الموافقة "لاننا نريد ان ننتهي اولا من هذه المرحلة ثم بعد ذلك نتكلم، البلد عايزة تشتغل، عايزة تاكل"، مشيرا الى ان عودة الاستقرار هي الاهم.
كذلك قالت ماجدة ملك صليب الباحثة الزراعية المتقاعدة التي تدلي بصوتها لاول مرة، ان ذلك يجعل "الانسان يحس بوجوده في الدنيا". واضافت "خلاص بهدلة، نقول راينا بكل حرية".
وبررت هذه السيدة تأييدها للتعديلات قائلة: "اعداد دستور جديد الان قد ياخذ وقتا طويلا والبلد في ازمة، لازم البلد تمشي". وردا على سؤال حول شعورها كقبطية "مسيحية" ازاء الاستفتاء، قالت "المسلمون والمسيحيون سواسية، هم زي العسل والطحينة لا يمكن ان يستغني احدهم عن الاخر، وربنا يجعل مصر بخير".
وحيا رجل وصل ليأخذ دوره في الطابور بالقول "صباح الخير! صباح الحرية!".
وقال الحاج سعيد مبررا تصويته بالموفقة، "اللي يتزوج امي اقول له يا بابا"، وهو مثل سائر يعبر عن الالتزام بالموقف السائد.
وخرج من مركز الاقتراع رجل مع زوجته المنقبة وابنائهما وقالوا انهم جميعا صوتوا بنعم.
كذلك قالت فوقية "73 سنة" التي صوتت ب"نعم"، انها تشارك لاول مرة لانها في السابق كانت تعلم ان الانتخابات "مزورة".
وفي حي بولاق ابو العلا حيث ينتمي غالبية السكان الى الطبقة المتوسطة، كانت الاراء متعارضة.
وفي داخل مركز الانتخاب بدت صناديق الاقتراع نصف ممتلئة ببطاقات الاقتراع في العاشرة صباحا.
وفي حي غاردن سيتي الراقي بوسط القاهرة، اصطف الناخبون بهدوء وانضباط في طابور طويل نسبيا. وقال عدد من الذين ادلوا بصوتهم انهم غير موافقين على التعديلات.
المهندس محمد محمود موافي "75 سنة" وهو صاحب شركة خاصة، قال "عايزين نشتغل ونتجاوز هذه المرحلة. كنت في السابق انتخب مع العلم ان الانتخابات كانت مزورة وشاهدت بام عيني صناديق ثانية كانت تدخل، لكن كان لا بد من المشاركة حتى ترى بعينك".
واضاف "عندما بدات الثورة في تونس، ذلك البلد الصغير قلنا: احنا نايمين ولا ايه. وعندما بدات ثورة 25 يناير نزلت مع ابنائي الثلاثة الى ميدان التحرير".
وخلا ميدان التحرير من اي نشاط صباح السبت، ما عدا بعض السيارات التي كانت تمر بدون ازدحام .
وفي محافظات صعيد مصر ، عبرت بعض اللجان عن نقص في القضاه ، فقامت القوات المسلحة ، بحمل القضاة في طائات عسكرية مباشرة إلى المواقع التي ينقص فيها الإشراف القضائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق