ويعتبر هذا الملك الذي مات صغيرا، الأشهر في العالم بعد الهرم الأكبر، والمفترض أن آثاره تحظى برعاية خاصة، لكن الناشطين المصريين فوجئوا بها مستخدمة في دعاية إعلانية تروج لملابس تحمل اسم الدكتور زاهي حواس وزير الآثار المصري.
وكان المصور جميس ويبر الذي تولى مسؤولية تصوير الموديل داخل المتحف المصري، أكد على مدونته، أنه والفريق كانوا يستخدمون إضاءة قوية للغابة، وأنهم تخوفوا من إطلاق صافرات الإنذار بسبب ارتفاع درجة حرارة القطع الأثرية فوق 21 درجة مئوية.
ومن المعروف أن تصوير القطع الأثرية بسبب استخدام فلاش الكاميرا يعرضها للتلف.
حواس: الكرسي نسخة مقلدة بإتقان
ويؤكد خبراء الفوتوشوب أن الموديل جلس فعلا على الكرسي ولم يتم تركيب الصورة، إلا أن حواس ومصور الإعلان ردا بأن هذا الكرسي ليس الحقيقي وإنما نسخة مقلدة بإتقان.
وفي حال ثبوت عكس ما يقوله الاثنان فإنها تصبح ورطة كبيرة لأن الكرسي من المقتنيات النادرة للملك توت عنخ أمون ولم يخرج أبدا من المتحف المصري.
كما ظهر تابوت "تجويا" جدة اخناتون في صور الإعلانات رغم أنه لم يغادر أسوار المتحف رسميا.
وتضع موافقة وزير الثقافة على تصوير حملة إعلانية خاصة به، أمام اتهامات بسوء استغلال منصبه، حتى بفرض التبرع بالعائد لمستشفى السرطان المصري،
ويعمل الأمريكي جيمس ويبر مصور موديل خاصا لشركة زاهي حواس للصناعات الجلدية، التي تصدر إنتاجها للأسواق الأمريكية والأوربية.
ويقيم ويبر في ولاية نيويورك وتخصص في تصوير الأزياء والمكياج. وحكى في مدونته على الانترنت، تفاصيل الليلة التي قضاها في نوفمبر/تشرين ثان الماضي داخل المتحف من الساعة التاسعة والنصف مساءً إلى الساعة السابعة من صباح اليوم التالي.
وبدأ جيمس ويبر قائلاً: من غير المتوقع وغير المسبوق أن يسمح بالتصوير داخل المتحف المصري، خاصةً بعد أن يغلق أبوابه أمام الجمهور، دخلنا إلى المتحف في تمام التاسعة والنصف بمرافقة رئيس الأمن في المتحف، وأغلقت الأبواب خلفنا، وفي ظل ظروف كهذه، إن لم تكن جميع معداتك معك، فإنها لن تكون معك".
واسترسل في سرد ما واجهه من صعاب أثناء إتمام جلسة التصوير، كأجهزة الإنذار الموجودة من مجسات الزلازل والحرارة، خاصة أنه يستخدم معدات إضاءة تسبب ارتفاع درجة الحرارة.
وطبقاً للتعليمات فإنه لا يجب أن تزيد درجة الحرارة عن 70 درجة بمقياس فهرنهايت، أي ما يعادل تقريباً 22 درجة مئوية.
ويذكر جيمس ويبر أنه أراد أن يجعل الجو العام للصور توحي بنفس جو المقابر الفرعونية.
تصوير وسط تاريخ لا يقدر بثمن
كان زاهي حواس في وقت التصوير رئيسا للمجلس الأعلى للآثار، مما يثير ردود فعل غاضبة بين أوساط الأثريين والرأي العام في مصر، معتبرين ما حصل عبثا خطيرا – لو ثبت التصوير فعلا مع آثار توت عنخ أمون الحقيقية – لصالح مجموعة ملابس تحمل اسمه، وتستخدم فيها أجود أنواع الأقطان والأصباغ النباتية والطبيعية.
ويجيب ويبر بأنه لم يستخدم الفلاش ولكنه استخدم نوعا آخر من الإضاءة المباشرة كالمستخدمة في التصوير السينمائي، وأن الكرسي مستنسخ، وأنهم لم يلمسوا أية قطعة هناك.
لكن هذه الإجابة أثارت الشكوك في الإعلام المصري، لأن القائمين على حراسة ورعاية هذه الآثار قد سمحوا بدخولهم خارج أوقات العمل وتصوير ما يمنع تصويره في الأساس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق