|
تدبر القرآن بمناسبة شهر القرآن | |
المفتاح الأول:حب القرآن:علامات حب القلب للقرآن حب القلب للقرآن له علامات منها : 1-الفرح بلقائه والجلوس معه أوقاتا طويلة دون ملل . 2-الشوق إلى لقائه متى بعد العهد عنه وحال دون ذلك بعض لموانع ، وتمني ذلك والتطلع إليه ومحاولة إزالة العقبات التي تحول دونه . 3-كثرة مشاورته والثقة بتوجيهاته والرجوع إليه فيما يشكل من أمور الحياة صغيرها وكبيرها . 4-طاعته ، أمرا ونهيا . هذه أهم علامات حب القرآن ، فمتى وجدت فإن الحب موجود ، ومتى تخلفت فحب القرآن مفقود ، ومتى تخلف شئ منها نقص حب القرآن بقدر ذلك التخلف . المفتاح الثاني :استحضار أهداف قراءة القرآن:يقول الآجري:يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته متى اكون من المتقين؟ متى اكون من الخاشعين ؟ متى أكون من الصابرين ؟ متى ازهد في الدنيا ؟ متى أنهى نفسي عن الهوى ؟. المفتاح الثالث: أن تكون القراءة حفظا:قال تعالى(بل هو آيات بينات في صدور الذين أتوا العلم)عن أبن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)المقصود من كون الحفظ أحد مفاتح التدبر لأنه متى كانت الآية محفوظة فتكون حاضرة ، ويتم تنزيلها على النوازل والمواقف التي تمر بالشخص في الحياة اليومية بشكل سريع ومباشروالعلم مثل الدواء لا يؤثر حتى يدخل الجوف ، ويختلط بالدم ، وما لم يكن كذلك فإن أثره مؤقت ،إن حفظ الألفاظ وسيلة وليس غاية ، وسيلة إلى حفظ المعاني ، والانتفاع بها في الحياة. المفتاح الرابع: أن تكون القراءة في صلاة: 1- قول الله تعالى : ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾[(79) سورة الإسراء] ، فدلت الآية على أن التهجد بالقرآن طريق للوصول إلى المقامات العالية في الآخرة والآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته وإن كان مقامه صلى الله عليه وسلم أعلى من مقام بقية المؤمنين. عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإن لم يقم به نسيه "، فنص النبي صلى الله عليه وسلم على أن الطريق إلى حفظ القرآن وتذكر معانيه وتثبيتها في القلب هو القيام بالقرآن أي قراءته في صلاته إن حفظ معاني القرآن ورسوخها في القلب ، وكونها حاضرة في القلب في كل آن ، وخاصة في المواقف الصعبة في الحياة ، مواقف الشدة والذهول ، المواقف التي يفتن فيها المرء ويمتحن ويختبر ،هو المقصود من إنزال القرآن التنبيه على أن الطريق إلى القوة والنجاح في الحياة هو في اجتماع القرآن والصلاة:قول الله تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهماعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين" المفتاح الخامس: أن تكون القراءة في ليل:إن الليل - وخاصة وقت السحر- من أفضل الأوقات للتذكر ، فالذاكرة تكون في أعلى مستوى بسبب الهدوء والصفاء ، وبسبب بركة الوقت حيث النزول الإلهي ، وفتح أبواب السماءإن أهل القرآن أهل الآخرة أولى باغتنام هذه الفرصة لتثبيت إيمانهم وعلمهم.إن القراءة في الليل يحصل معها الصفاء والهدوء حيث لا أصوات تشغل الأذن ولا صور تشغل العين فيحصل التركيز التام وهو يؤدي إلى وصول معاني القرآن إلى القلب فيحصل قوة التدبر والتفكر وقوة الحفظ والرسوخ لألفاظ القرآن ومعانية . قول الله عز وجل : ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾قال الشيخ عطيه سالم - حاكياً عن شيخه الشنقيطي -: " وقد سمعت الشيخ يقول : لا يُثبِّت القرآن في الصدر ، ولا يُسهِّل حفظه ، ويُيسِّر فهمه إلا القيام به في جوف الليل " وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما: " إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ، ويتفقدونها في النهار "والشاهد قوله : "يتدبرونها بالليل". المفتاح السادس: الجهر والتغني بالقراءة: الجهر : هو رفع الصوت بالقراءة. والتغني: هو التطريب والتلحين وتزيين الصوت بالقراءة وفق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به " وقال ابن عباس رضي الله عنهما- لرجل ذكر له أنه سريع القراءة - :" إن كنت فاعلا فاقرأ قراءة تسمعها أذنك ، ويعيها قلبك " وكلما كان الصوت مشدودا حيا كان أعون على التدبر وطرد الوساوس والأفكار المتطفلة على القلب أثناء القراءة . إن المتأمل لأحكام التجويد يجد أن معظم التغني يدور على أمرين هما: المد ، الغنة ، ولكل منهما مواضع وأحكام من ركز عليهما تحسنت قراءته كثيرا ، وأمكنه التغني بالقرآن ، وزيادة مستوى تدبره للقرآن من فوائد الجهر بقراءة القرآن ما يلي: 1- استماع الملائكة الموكلة بسماع الذكر لقراءة القارئ 2- هرب وفرار الشياطين عن القارئ والمكان الذي يقرأ فيه 3- تطهير للبيت وتعطير له وجعله بيئة صالحة للتربية والتعليم . إن بيتاً يكثر فيه الجهر بالقرآن هو بيت - كما قال أبو هريرة رضي الله عنه - كثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين والبيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة" المفتاح السابع: الترتيل: الترتيل: يعني الترسل والتمهل.المراد به حيث ورد في القرآن التمهل والترسل والتأني حين القراءة قال الله تعالى : ﴿ ورتل القرآن ترتيلا ﴾ ، قال ابن كثير : أي اقرأه على تمهل فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان يقطع قراءته آية آية ﴿ بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين﴾وقال الحسن البصري : يا ابن آدم كيف يرق قلبك وإنما همتك آخر السورة المفتاح الثامن: التكرار والتوقف: أي التوقف حين القراءة أو تكرار الآية لاستحضار المعاني والتعمق في فهمه.وكلما طال التوقف وكثر التكرار كلما زادت المعاني التي تفهم من النص بشرط عدم شرود الذهن.التكرار : نتيجة وثمرة للفهم والتدبر ، وهو أيضا وسيلة إليه حينما لا يوجد قال ابن مسعود رضي الله عنه : "لا تهذوه هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل ، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكن هَمُّ أحدكم آخر السورة " قال أبو ذر رضي الله عنه : "قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ وردَّدَ الحسن البصري ليلة ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[(18) سورة النحل] حتى أصبح ، فقيل له في ذلك ، فقال : إن فيها معتبرا ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة , وما لا نعلمه من نعم الله أكثر " قال أبو سليمان الداراني : " ربما أقوم خمس ليال متوالية بآية واحدة أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها ، ولولا أن الله يمن علي بالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمري لأني لي في كل تدبر علما جديدا ، والقرآن لا تنقضي عجائبه " المفتاح التاسع: التحزيب: وكلما تقاربت أوقات القراءة ، وكلما كثر التكرار كان أقوى في رسوخ معاني القرآن الكريم قراءة القرآن مثل العلاج لا بد أن يكون بمقدار معين لا يزيد عليه ولا ينقص حتى يحدث أثره ،مثل المضاد الحيوي إن طالت المدة ضعف أثره ، وإن تقارب أكثر من المناسب أضر بالبدن ، فكذلك قراءة القرآن المدة التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ، لمن رغب في الخير هي سبعة أيام إلى شهر ، ونهى عن أقل من ثلاث. ينبغي أن يوجد الحرص التام عليه وأن يقدم على كل عمل ، وألا يهدأ لك بال حتى تقوم به ، حتى تؤديه في وقته متى وجد هذا الحرص فهو مفتاح النجاح في الحياة إنها المحافظة على قراءة حزبك من القرآن ، بل هي عبادة وليست عادة ، من يسر الله له المحافظة عليها حصلت له كل معاني النجاح الدينية والدنيوية. وأي إن أول خطوة وأول مرحلة في طلب العلم هو القيام بالقرآن حفظا كل سبعة أيام ، استعجال في هذا الأمر هو إتيان للبيوت من ظهورها واستعجال في حصد النتائج قبل نضجها ، وقد يؤدي إلى نقائص كثيرة وتأخر في الوصول ، وبلوغ إلى الهدف عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل"وعن خيثمة قال : " انتهيت إليه - يعني : عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وهو يقرأ في المصحف فقال : هذا حزبي الذي أريد أن أقوم به الليلة"المعنى التحزيب كل أسبوع من أجل تقارب وقت القراءة ليتحقق قوة حفظ اللفظ وحفظ ،ونتيجة لذلك يتحقق حفظ العمل والتطبيق كان كثير من السلف يختمون القرآن كل سبعة أيام أو كل ثلاثة أيام لأنهم يعلمون أن أكثر من هذه المدة يؤدي إلى نسيان معاني القرآن ، ومن ثم نقص قوة الإيمان واليقين ، وذهاب الأنس بالله تعالى ، يحسون بالوحشة والغربة إن زادت مدة الختم عن هذه الأيام المعدودات.إنه لا مانع من كون التحزيب كل عشرة أيام ،أو خمسة عشر ،أو عشرين لكن عليك التنبه لهذه القاعدة التي اهتدى إليها السلف من قبلنا وطبقوها في تعاملهم مع القرآن الكريم فانتفعوا بها غاية الانتفاع.القيام بالقرآن كاملا في كل أسبوع حفظا وفي ليل وجهر وترتيل وتوقف ؛ يحتاج الوصول إليه إلى التدرج ، والتدريب شيئا فشيئا، ومن ذلك تطبيق قاعدة: (أدومه وإن قل). فمن الممكن أن تكون البداية سبعة أحزاب لكل يوم من أيام الأسبوع حزب.أو من الممكن أن تكون البداية بجزء (عم) يقسمه سبعة أقسام وكل ليلة يقرأ بقسم.يكرر هذا كل أسبوع ، ثم ينظر النتيجة كيف تكون ؟وعندما يرى الأثر والفائدة فإن هذا سيدفعه إلى الزيادة ، ولتكن بالتدريج ، فيزيد المقدار وبنفس الطريقة يتم توزيع المقدار الجديد إلى سبعة أقسام كل قسم منها يقرأ في ليلة ، بحيث يختم المقدار كل أسبوع حتى يرسخ ، حتى تثبت الآيات في القلب بصورة قوية يسهل استدعاؤها في مواقف الحياة اليومية . يجب أن تسأل نفسك يوميا هذا السؤال، وتقارن ما تخصصه من الوقت للقرآن بأمور حياتك الأخرى وتنظر هل هي قسمة عادلة، وهل أعطيت القرآن ما يستحقه من الوقت؟ إن الإجابة الصحيحة والمنهجية على هذا السؤال جاءت في ثاني سورة نزلت من القرآن الكريم وهي سورة المزمل إذ يقول الله تعالى : ﴿ قم الليل إلا قليلا﴾ أي كثيرا من الليل ، وما حد هذا الكثير ؟ ﴿ نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ﴾ ، ﴿ إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه﴾ خطوات تحزيب القرآن: أولا : تحديد مقدار الوقت اليومي الذي تمنحه للقرآن ، هل ساعة؟ أو ساعتين؟ أو أقل أو أكثر؟ ثانيا: معرفة ما يمكن قراءته في هذا الوقت فيتحدد مقدار الحزب ، هل آية؟ أو مئة آية؟ هل وجه؟ أو عشرة أوجه؟ أو أقل أو أكثر ؟ مع مراعاة مفتاح الترتيل. ثالثا: بناء على ما سبق يتحدد المدة التي تختم بها كل القرآن أو ما تحفظه من القرآن هل أسبوع؟ أو شهر؟ أو أقل أو أكثر؟ رابعا: يتم تحديد مواعيد تنفيذية يومية لما تم تحديده إن مقياس الترقي والصعود هو مقدار الوقت الذي تمنحه للقيام بالقرآن خلال الأربع وعشرين ساعة فكلما زاد دل هذا على الترقية وارتفاع المرتبة إلى أن تصل إلى ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم . فكن مع إخوانك على الطريق وابدأ رحلة النجاح في الحياة مع القرآن ، وكن من السائرين على الطريق ، لأن ترحل من هذه الدنيا وأنت تجاهد خير من أن تنتهي حياتك وأنت قانع بالجهل والحرمان. التحزيب تربية على النجاح في تحقيق الأهداف إن تحقيق أهداف صغيرة ومن ثم إنجازها بشكل يومي هذا يكسب الإنسان مهارة التحديد واتخاذ إن تحديد مواعيد للقيام بالقرآن ، والتدريب على تنفيذها بشكل يومي ، أي تحديد القرار ، ومن ثم التنفيذ والتحقيق والإنجاز ، وهي من أهم المهارات للنجاح في الحياة ، فجدول التحزيب الذي تواظب على إنجازه كل يوم هو تربية على النجاح في كل شؤون الحياة ومجالاتها . المفتاح العاشر: الربط: المراد بالربط هو الحفظ أو الذكر بحيث يتم الاقتران القوي بين اللفظ وبين المعنى في المرحلة الأولى ، ثم يتم الاقتران بينهما وبين الواقع والتطبيق . وهو ما يعرف في القرآن والسنة بالذكر أو التذكر ، وهو يعني تداعي المعاني ، كما قال تعالى؛﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾ إن إدراك ووعي الناس لآيات القرآن يتفاوت تفاوتا كبيرا مع أن الآية هي الآية يقرؤها هذا ويقرؤها هذا وإن ما بينهما في عمق فهم الآية أو الجملة كما بين المشرقيننرجوا من كل من قرأ التلخيص الدعاء لمن ساهم في إعداده بظهر الغيب |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق