تناول الماء خلال الصيام يخفض ضغط الدم
محيط : مروة رزق
من المعروف أن شرب الماء بشكل كافي يقى الإنسان من الجفاف وأمراض الكلى ويمنع الصدمات حول العينين والحبل الشوكى، وغيره من الأمراض.. وإذا نظرنا إلى جسم الإنسان نجد أنه يفقد في الأحوال العادية حوالي أربعة لترات من الماء يومياً عن طريق البول والتعرق، ويزيد الفقد عند اشتداد الحرارة أو ممارسة الرياضة العنيفة. ويشتد شعور الصائم في شهر رمضان المبارك بالعطش مع دخوله فصل الصيف إذ يمتد الصيام إلى أكثر من 14 ساعة في اليوم فيستمر الجسم في فقد الماء على مدار تلك الساعات ليصل إلى الإفطار وهو في حاجة ماسة لتعويض فوري وكافٍ لما فقدته الأنسجة من سوائل.
وفي هذا الصدد، أكدت دراسة أمريكية حديثة على أهمية الماء خلال الصيام، حيث أوضحت نتائج دراسة التي أجريت علي 174 شخصا كانوا من المصابين بضغط الدم المرتفع, ومارسوا نوعاً خاصاً من الصيام عن كل شيء عدا الماء فقط، أظهرت النتائج انخفاض ضغط الدم بصورة كافية، حيث حقق 90% من المرضي مستوي ضغط دم طبيعي, حتي أنهم امتنعوا تماماً عن أدوية الضغط المرتفع.
وأشارت نتائج الدراسة إلى إمكانية تحسين الوظائف المناعية بدرجة كبيرة خلال الصيام القائم علي الماء فقط، كما تم التخلص من كل النواتج السامة مثل مادة الدايوكسين وبقايا المبيدات الكيميائية التي تدخل الجسم مع المواد الغذائية المعالجة بها وكل أنواع الملوثات الأخري.
كما تم تحسين حالات مرضية كثيرة مثل، بعض الأمراض الالتهابية كالتهاب القولون والربو الشعبي والالتهاب الكبدي والالتهابات الروماتزمية.
يذكر أن عدداً من كبار الأطباء في أوروبا ومنهم الطبيب السويسري الشهير فيليباس باراولساس يصفون لمرضاهم الصوم لمدد طويلة، ولكن بالامتناع عن كل المواد الغذائية عدا الماء الصافي، وأن يكون في بيئة من الاسترخاء الكامل. ويعتبرون أن الصيام هو أعظم علاج.
ومن ناحية أخري، أثبتت نتائج دراسة إحصائية استرالية جديدة أن الرجال والسيدات بين18 إلى39 سنة وهو قمة العمر المنتج للإنسان لا يشربون كميات كافية من الماء والسوائل يومياً, ولذلك فهم يتعرضون لخطر الجفاف الذي يشمل العديد من المشكلات الصحية التي من أهمها ضعف التركيز والصداع والنوم المتقطع وتصلب الجلد ومشاكل في المفاصل ووجع العين واضطراب عملية الهضم.
وتذكر التقارير الإحصائية الاسترالية أن حوالي 80% من الرجال بين18 إلى39, لا يشربون كميات كافية من السوائل والماء، وأن إصابة 2% فقط من كتلة الجسم أو وزنه بالجفاف, من الممكن أن ينتج عنها ضعف شديد في أداء الجسم.
كما وجد أن النساء في استراليا كن معرضات للخطر, حيث وجد أنهن يحصلن علي مقادير من الماء والسوائل تقل عن احتياجاتهم اليومية بنسبة 34%. كذلك كشفت الدراسة أن أكثر من70% من الرجال الذين خضعوا للمسح والدراسة، يعتقدون خطأ أنهم يجب أن يشربوا نفس كمية السوائل التي تشربها المرأة يوميا أو أقل منها.
وتحتاج أجسامنا إلي كمية من الماء والسوائل أكثر مما تحتاج من الغذاء, وعلي مستوي الحياة اليومية، تفقد أجسام البالغين نحو 4% من إجمالي أوزان أجسامهم من خلال الماء المفقود فقط خلال عملية التنفس العادي والتبول فقطـ ونظرا لأن الرجال يملكون كتلة عضلية أكبر مما عند النساء، فهم أي الرجال يستهلكون قدرا أكبر من الطاقة والماء حتي إذا ظلوا واقفين دون حركة في أماكنهم، طبقاً لما ورد بجريدة "الأهرام".
ومن جانبه، أوضح الدكتور برجس أن ندرك كم يكون الجسم البشري في حاجة للماء والسوائل كل يوم، فالعطش على حد قوله هو أول علامات الجفاف, وتتضمن العلامات الأخري تحول لون البول للأصفر المخضر أو الداكن، وعدم خروج كمية كبيرة من البول عندما نتجه للمرحاض، مع الشعور بالصداع والضيق، واضطراب وظائف الجسم الحيوية وضعف التركيز، وهى علامات خطيرة يشعر بها معظمنا في حياته اليومية ولكننا لا نرجعها إلة نقص الماء, حيث ينسي معظمنا الشرب أثناء العمل, وهى مشكلة خطيرة بالفعل يجب أن ننتبه إليها.
المشروبات المثلجة لا تروى العطش
كما أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد درسات الطفولة جامعة عين شمس، أن الإفطار بالماء البارد يسبب الشعور بمزيد من العطش، كما أن الإكثار من تناول المشروبات المثلجة في رمضان لايحل مشكلة العطش بل يضاعفها، وذلك لأن الماء والمشروبات المثلجة تقوم بتبريد الأغشية المخاطية للأنف والفم مما يجعلها أقل قدرة على أداء وظائفها في حماية الجهاز التنفسي، كما أنها تقلل العصارات الهاضمة مسببة صعوبة في عمليات الهضم. كما يؤدي اللجوء للمثلجات إلى انخفاض المناعة في الجسم، وذلك عكس اللجوء للمشروبات الدافئة أو الحارة كالألبان والماء والشوربة والعصائر الطبيعية التي تسبب شعوراً حقيقياً بالارتواء بلا مشكلات صحية.
وحذر بدران من إفطار الصائمين بشراهة على كميات كبيرة من الأطعمة خاصةً السكريات والكربوهيدرات والدهون والمخللات، لافتاً إلى أن ذلك يؤدى إلى ارتخاء المعدة والاصابة بعسر الهضم وضيق التنفس.
وعن أفضل مشروب صحي يقدم للأسرة المصرية، يقول الدكتور مجدي إن شوربة عيش الغراب هى الأفضل لأنها مرتفعة القيمة في الماء85% والبروتين، كما أنها قليلة النشويات وهى نشويات من النوع المنشط للبكتريا الصديقة في الأمعاء.
بالإضافة إلى احتوائها على كمية كبيرة من المعادن، مثل "السيليثوم" وهو أحد مضادات الأكسدة والذي يؤدي نقصه إلى ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة والتهابات الجلد وسقوط الشعر والانيميا ونقص هرمون الغدة الدرقية ونقص قدرة الجسم على التخلص من المعادن الثقيلة، كالزئبق والرصاص وانخفاض كفاءة جهاز المناعة والإصابة بالربو الشعبي والعقم في الذكور.
كما أنها تحتوي على النحاس المقوي للقلب والفسفور المفيد للعمليات العقلية والبوتاسيوم الذي يساعد على عمليات التمثيل الغذائي ويقاوم الاكتئاب والزنك والماغنسيوم وفيتامين "سي" و"بي"، بالإضافة إلى الصوديوم والكايتين وحمض الفوليك وغيرها من العناصر.
وأضاف بدران أن "البيتا جلوكان" الموجود بشوربة عيش الغراب يساعد مرضى حساسية الأنف على التحسن وبالتالي فهو مفيد لـ20% من المواطنين المصريين و25% من أطفال العالم الذين تنتشر بينهم حساسية الأنف المسببة للعطش والاحتقان والسيلان وانسداد الأنف والصداع وتسرب افرازات الأنف ويؤدي اهمالها إلى الإصابة بحساسية الصدر.
نصائح لشرب الماء
لنا في سيرة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، حيث يأمرنا بأن نترفق في كل شيء حتى في عملية الشرب، حيث يأمرنا أن يكون الشرب على شكل جرعات وألا يتنفس في الوعاء الذي نشرب منه وكذلك يفضل الشرب والشخص جالس، كل هذه التعليمات النبوية والتي عرفها المسلمون عن طريق توجيهات نبينا محمد عليه السلام والتي للآسف لا نستفيد منها ولا نفعلها. وللحد من المشاكل الناتجة من استهلاك كميات كبيرة من المياه في نفس الوقت يجب علينا أن نستفيد من هذه التوجيهات والتي تعتمد على الشرب عن طريق جرعات قليلة من الماء وأخذ نفس بين الجرعات والجلوس عند الشرب وعدم الشرب بشكل كبير أثناء التعب أو بعد مجهود كبير بل عليه أخذ الراحة قبل ذلك.
وإذا نظرنا إلى جسم الإنسان نجد أنه يفقد في الأحوال العادية حوالي أربعة لترات من الماء يومياً عن طريق البول والتعرق، ويزيد الفقد عند اشتداد الحرارة أو ممارسة الرياضة العنيفة لذلك.
مما يوجب الحرص على إمداد الجسم بالماء، حيث ضرورة شرب الماء لجميع التفاعلات الكيميائية ومساعدة الصغار خاصة على النمو، كذلك توليد الطاقة في الجسم مما يساعد على نقل النبضات في الأعصاب، ونقل المواد الكيميائية التي ينتجها المخ.
ولتوفير الرطوبة في الجسم تعين البروتينات والإنزيمات التي تذوب في الماء على القيام بوظائفها ويساعد على طرح السموم عن طريق البشرة ويعين الكلى على أداء عملها ويزيد من حركة الأمعاء، كذلك يحسن الماء الكثير من الحالات المرضية مثل، آلام المفاصل حيث يعتقد بعض الأطباء أن آلام المفاصل واحدة من أوائل المؤشرات على نقص الماء في المفصل المصاب.
لهذه لأسباب يجب إمداد الجسم بالماء، عن طريق شرب الماء، وذلك لاتاحة الجسم لعمل جميع التفاعلات الكيميائية، خاصة عند الصغار حيث يساعدهم على النمو، وتوليد الطاقة في الجسم مما يساعد على نقل النبضات في الأعصاب، ونقل المواد الكيميائية التي ينتجها المخ.
7 نصائح للتغلب على العطش
ويرجع الدكتور بهاء ناجى استشارى التغذية وعلاج السمنة، السبب في ذلك إلى نوع الغذاء الذي يتناوله الصائم، حيث إن هذا يلعب دوراً كبيراً في تحمل العطش أثناء ساعات الصيام، لذا يقدم ناجي بعض النصائح للتغلب على العطش:
1- عدم تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من التوابل والبهارات خاصةً فى وجبة السحور. 2- تناول كميات قليلة من الماء على فترات متقطعة بعد الإفطار.
3- تناول الخضراوات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الماء والألياف التي تظل وقتاً في الأمعاء فترة طويلة، مما يقلل الإحساس بالجوع والعطش.
4- الابتعاد فى وجبة الإفطار عن تناول الأكلات والأغذية المالحة والمخللات، لأنها تزيد من حاجة الجسم إلى الماء، ويفضل بدلاً منها الخضراوات المطبوخة، مثل الفاصوليا والكوسة، كما يفضل تناول اللحوم إما مسلوقة أو مشوية لسهولة هضمها.
5- الإكثار من السوائل التي تساعد على ترطيب الجسم، مثل العرقسوس والتمر الهندى والكركديه، لأنها تقضي على ميكروبات عديدة بالجهاز الهضمي.
6- الإكثار من تناول السلطة، لأنها تحتوي على عناصر غذائية مرطبة ومفيدة وغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات التي تمد الجسم بالحيوية والنشاط والماء اللازم له، والسلطة كاملة القيمة الغذائية تتكون من بقدونس، والكرفس وخيار وطماطم وبصل وقرنبيط وأنواع أخرى من الخضروات لا تحصى.
7- يؤكد الخبراء أن البطيخ من الفاكهة الصيفية المفيدة في أيام الصيام، حيث يغنى عن عشرات الأصناف من الخضراوات واللحوم، لما له من أثر ملطف على المعدة، إضافة إلى غناه بالعديد من العناصر التى تكفى حاجة الإنسان من الماء والفيتامينات والمعادن طوال اليوم خاصةً فى أيام الصيف الحارة.
وقد أوضح العديد من الأطباء أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور لا يقضي على الشعور بالعطش أثناء الصيام في اليوم التالي، لأن معظم هذه المياه تكون زائدة على حاجة الجسم، لذا تفرزها الكلية بعد ساعات قليلة من تناولها.
كما أن شرب العصائر المحتوية على مواد مصنعة وملونة صناعياً والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكر خطر على الصحة، حيث أكد أطباء التغذية أنها تسبب أضراراً صحية وحساسية لدى الأطفال، وينصح باستبدالها بالعصائر الطازجة والفواكه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق