الأحد، 21 أغسطس 2011

ثوار مصراتة يدخلون طرابلس عبر البحر ويخوضون معارك مع كتائب القذافي

  مصطفى عبد الجليل
ذكرت عدة مصادر من الثوار الليبيين لقناة "العربية" أن مجموعات منهم تسللت إلى العاصمة طرابلس عبر البحر انطلاقا من مدينة مصراتة ويخوضون الآن اشتباكات عنيفة مع قوات القذافي، كما ذكرت تلك المصادر أن الثوار تمكنوا من محاصرة منزل الخويلدي الحميدي الذي يعد أحد المقربين من معمر القذافي في حكم ليبيا بعد انقلاب سبتمبر 1969، ويتهم الخويلدي أنه قاد حملة عسكرية في الزاوية وارتكب جرائم ضد الإنسانية بحق مواطنيها.

كما أكد الثوار اعتقال المسؤول العسكري في مدينة الزاوية المهدي العربي وأعلنوا عن مقتل 100 شخص منهم منذ اندلاع المعارك في طرابلس، وأسر العشرات من الموالين للقذافي.


وفي سياق متصل أكد شاهد عيان لـ"العربية" أن الثوار تمكنوا من السيطرة بشكل كامل على ضاحية تاجوراء قرب طرابلس، كما أعلنت المعارضة أنها تمكنت من السيطرة على منطقة فشلوم في طرابلس.


وفي وقت سابق أكد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي في بنغازي خلال اتصال هاتفي مع "العربية" أن الثوار تمكنوا من الدخول لمدينة طرابلس ضمن خطة محكمة للسيطرة عليها.


وعبّر عن مخاوف من استخدام كتائب القذافي أسلحة محظورة ضد الثوار. كما أكد أن القذافي وأعوانه سيعاملون معاملة أسرى حرب وفق القوانين الدولية.


وأعلنت المعارضة الليبية أن ساعة الصفر قد حانت للسيطرة على العاصمة طرابلس، في ظل تسارع الأحداث الميدانية منذ الليلة الماضية، ومع إحراز الثوار تقدماً ملحوظاً نحو الشرق.


وقال ناطق باسم الثوار "إن المعارضة أطلقت عملية من داخل طرابلس، ويتوقع أن تنتشر بسرعة في كامل أحيائها".


وبحسب الأنباء الواردة من المعارضة، فقد أُعلن عن سيطرة الثوار على مقر الاستخبارات في طرابلس، كما انضم إليهم عدد من جنود الكتائب الأمنية التابعة للقذافي، وفرضوا معهم السيطرة على مطار المدينة.

سيف الإسلام: لا استسلام

سيف الإسلام القذافي
سيف الإسلام القذافي
على صعيد آخر, حث الزعيم الليبي معمر القذافي أنصاره على صد هجوم شنه المعارضون، الذين وصفهم بـ"الجرذان"، على العاصمة طرابلس، واتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمحاولة سرقة النفط الليبي، فيما هزت العاصمة أربعة انفجارات عنيفة وفقاً لوكالة "فرانس برس".

وأدلى القذافي بهذه التصريحات في تسجيل صوتي لا يعرف في أي مكان من ليبيا تم تسجيله، وقال فيه عبر التلفزيون الرسمي في ساعة متأخرة الليلة الماضية، إن المعارضين "مصممون على تدمير الشعب الليبي".


من جهته، نفى سيف الإسلام القذافي إمكانية استسلام النظام الليبي، في كلمة مسجلة وجهها إلى مؤتمر شبابي في طرابلس أمس.


ودعا سيف الإسلام إلى وقف نزيف دم الشعب، رغم أنه لم يعط بدائل، ولم يقدم أي مبادرات واضحة، مشيراً إلى أن الخاسر الوحيد من هذه الثورة هي المعارضة التي تدمرت إمكاناتها، بينما لم يتضرر أهل طرابلس كثيراً.


أما شهود العيان في العاصمة الليبية طرابلس فقالوا إنهم سمعوا دوي انفجارات وإطلاق نار في المدينة، واعتبر مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية المسلحة، اليوم السبت أن نهاية العقيد معمر القذافي باتت "قريبة جداً"، وأن نهايته ستكون "مأساوية"، فيما يواجه الثوار مقاومة في البريقة (شرق) غداة تقدم أحرزوه في زليتن والزاوية.

موسى إبراهيم: سنعفو عن المستسلمين

موسى إبراهيم
موسى إبراهيم
وقال المتحدث باسم حكومة القذافي موسى إبراهيم اليوم السبت إن جماعات صغيرة من المعارضة المسلحة تسللت إلى العاصمة الليبية، لكن القوات الحكومية تعاملت معها وأصبحت المدينة آمنة.

وقال إبراهيم في التلفزيون الحكومي إن من بين قوات المعارضة التي ألقي القبض عليها جزائريين وتونسيين ومصريين.


وأعلن إبراهيم أن معمر القذافي مازال زعيم الشعب الليبي، وأن العاصمة طرابلس تحظى بدفاع جيد، مجدداً الدعوة لمقاتلي المعارضة بالاستسلام، قائلاً "إنه سيتم العفو عنهم حتى لو كانوا قتلوا أقاربنا".


وأبان مراسلون وشهود عيان في العاصمة الليبية أن أصوات إطلاق النار والقذائف المضادة للطائرات والانفجارات تزايدت في طرابلس مساء اليوم السبت.

قتال في عدة أحياء

مصطفى  عبدالجليل
مصطفى عبدالجليل
وتحدث سكان في طرابلس عن قتال في عدة أحياء، وقالوا إن معارضي الزعيم الليبي معمر القذافي يجوبون الشوارع.

فيما أكد شاهد عيان أن تاجوراء مدينة محررة الآن من قوات العقيد، بينما قال سكان من العاصمة الليبية "تلقينا رسائل نصية تدعونا للخروج إلى الشوارع لمواجهة عملاء مسلحين".


وقال عبدالجليل إن لديهم اتصالات مع الحلقة الأولى للقذافي، وكل الأدلة تشير إلى أن النهاية ستكون قريبة جداً بعون الله".


وجاء حديث عبدالجليل للصحافيين مع ورود شائعات عن تأهب القذافي للفرار من ليبيا.


وقال عبدالجليل "أتوقع نهاية مأساوية له ولأتباعه. أتوقع أيضاً أن يثير وضعاً (فوضوياً) في طرابلس. وأتمنى أن أكون مخطأ".


وعلق على تقارير باحتمال هرب القذافي بالقول: "سيكون ذلك أمراً جيداً يحقن الدماء ويساعدنا على تجنب خسائر مادية، غير أنني لا أتوقع أن يفعل ذلك".
الثوار الليبين
الثوار الليبين
واستباقاً للمعارك المقبلة في طرابلس، دعا عبدالجليل سكان العاصمة الذين يتحملون "مسؤولية كبرى"، إلى "حماية حياة السكان وممتلكاتهم" وأيضاً "حماية المؤسسات والممتلكات العامة".

ونبّه إلى أن "هذه الممتلكات تخص الجميع، وأي تدمير لها سيكلفنا غالياً جداً".


كذلك، دعا المقاتلين من الثوار إلى عدم القيام بأعمال تخريب و"حماية (جميع جنود النظام، سواء وقعوا في الأسر أو سلموا أنفسهم)، وعدم إساءة معاملتهم"، مؤكداً "إننا جميعاً ليبيون".


وفي موازاة ذلك، يصادف الثوار الذين حققوا أمس الجمعة تقدماً واضحاً في البريقة (240 كلم جنوب غربي بنغازي) مقاومة اليوم السبت في هذه المنطقة المتقدمة لقوات القذافي في الشرق. وتشهد مدينة البريقة مواجهات عنيفة منذ نهاية يوليو/تموز.


وبعدما أعلنوا سيطرتهم الجمعة على المنطقة الصناعية، أقروا بعد ظهر السبت بأنهم أجبروا على الانسحاب من شرق المنطقة النفطية تحت ضغط قصف مدفعي كثيف.


وقال المتحدث باسم الثوار العقيد أحمد عمر بني: "إنه انسحاب استراتيجي وتكتيكي لحماية مقاتلينا وتجنيب المنشآت النفطية الدمار".


وأضاف: "لقد انسحبنا نحو الشرق، إلا أننا نواصل محاصرة المنطقة الصناعية"، مضيفاً أن "قوات القذافي تغادر البريقة من الجهة الغربية باتجاه مدينة بشر، وهي تغطي انسحابها بالقصف".


وكان الثوار أعلنوا أمس الجمعة سيطرتهم على زليتن والزاوية. وأكد مراسلو "فرانس برس" في المكان التقدم في الزاوية على بعد 40 كلم غرب طرابلس، ولكن تعذر الحصول على معلومات مستقلة من زليتن التي تبعد 150 كلم شرق العاصمة.


وقال متحدث باسم الثوار في المكان إن "مواجهات عنيفة وقعت (السبت) عند المدخل الشرقي للزاوية. لقد تكبدنا بعض الخسائر، ولكنني لا أعلم حجمها".


وأضاف أن "قصف الزاوية بالصواريخ لايزال مستمراً، لكن الثوار يسيطرون على كل شيء داخل المدينة". وتظل مصفاة الزاوية الرهان الرئيسي فيها، خصوصاً أنها المصدر الوحيد لإمداد العاصمة بالوقود والغاز.


وفي ضربة أخرى للقذافي، أعلن الثوار أن عبدالسلام جلود، رئيس الوزراء السابق الذي دبّ الخلاف بينه وبين القذافي في منتصف التسعينات، والذي لازال يحظى بشعبية كبيرة؛ ترك طرابلس وانضم إليهم.


وقال جمعة إبراهيم، متحدثاً بلسان الثوار للصحافيين اليوم السبت، إن جلود "توجه إلى بنغازي ليل أمس (الجمعة).. لا أعرف مع من التقى، لكنه غادر بالسيارة".


لكن مسؤولاً تونسياً بارزاً أكد أن جلود توجه من تونس إلى إيطاليا رفقة أسرته على متن طائرة مالطية قبل فجر السبت.


ومن جانبها، عمدت السلطات الليبية إلى التقليل من شأن فرار جلود، معلنة أنه انسحب من الحياة السياسية منذ وقت طويل.


وأوضحت وكالة الأنباء الليبية (جانا) أن "عبدالسلام جلود كما هو معلوم ترك العمل السياسي بإرادته منذ فترة، وهو يقضي جل وقته خارج ليبيا لغرض العلاج، حيث يعاني من أمراض في القلب".


وأضافت "أنه يحظى وأفراد أسرته برعاية وعناية الأخ القائد معمر القذافي، والجميع يعلم ذلك ويعرفه، وليس هناك أي شيء يستحق الذكر في موضوع عبدالسلام جلود".


ورداً على سؤال عن مصير جلود قال العقيد بني السبت: "لا أعتقد أنه يمكن أن يكون مفيداً للثورة". وأضاف "أنه مهمش منذ وقت طويل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


بث مباشر للمسجد الحرام بمكة المكرمة