وأعرب عن قلقه المتزايد وانزعاجه الشديد من تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا جراء تصاعد العنف والأعمال العسكرية الدائرة في حماة ودير الزور وأنحاء مختلفة من البلاد والتي أدت الى سقوط العشرات من الضحايا المدنيين وتدمير العديد من المنشآت العامة والخاصة.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الحكومة السورية الى "تشكيل فريق قضائي محايد للتحقيق في أعمال العنف والانتهاكات المرتكبة ضد حقوق الانسان في سوريا".
وحذر "من مخاطر الانزلاق نحو سيناريوهات الفتنة الطائفية والفوضى في سوريا والتي سيكون لها نتائج مدمرة على المصالح العليا للشعب السوري وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة على اتساعها".
واكد العربي ان "جامعة الدول العربية وطبقا لميثاقها ترفض التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية وتحرص على سلامة وأمن دولها الأعضاء واستقرارها السياسي".
شعبان تنتقد الموقف التركي
وكان الرئيس التركي قد أعلن أن وزير خارجيته أحمد داود أوغلو سيزور دمشق الثلاثاء القادم لنقل رسائل واضحة وحازمة إلى الأسد.
من جانب آخر، أعربت دمشق عن أسفها للبيان الذي أصدره مجلس التعاون الخليجي والذي قالت إنه "تجاهل بشكل كامل المعلومات والوقائع التي تطرحها الدولة السورية، سواء لجهة أعمال القتل والتخريب التي تقوم بها جماعات تستهدف أمن الوطن وسيادته ومستقبل أبنائه، أو لجهة تجاهل حزمة الإصلاحات الهامة التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد".
وقال مصدر رسمي "إن الخروج من دوامة العنف الراهنة وصدق الرغبة في مصلحة سوريا يتطلب من الأشقاء العرب في مجلس التعاون الخليجي الدعوة لوقف أعمال التخريب وشجب العنف المسلح الذي تقوم به جماعات لا تريد للوطن السوري خيراً، ويتطلب أيضاً إعطاء الفسحة اللازمة من الوقت كي تعطي الإصلاحات المطروحة ثمارها".
وفي سياق متصل، قال الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور في دمشق، إن بلاده ماضية في طريق الإصلاح وبخطوات ثابتة.
وأضاف الأسد أن التعامل مع من وصفهم بالخارجين على القانون من أصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الأهالي، واجب على الدولة، لحماية أمن وحياة مواطنيها.
بدوره، أعرب الوزير اللبناني عن رفض بلاده الكامل لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، مؤكداً على أن استقرار لبنان هو من استقرار سوريا.
"يوم دام"
وأضاف الاتحاد أن من بين القتلى 38 في مدينة دير الزور و13 في سهل الحولة على بعد 30 كيلومتراً شمال مدينة حمص التي اقتحمتها الدبابات والمدرعات في وقت مبكر اليوم.
وقالت الناشطة سهير الأتاسي، عضو الاتحاد، بالهاتف لرويترز من دمشق، إن هذه أرقام أولية وإن أعداد القتلى والجرحى تتزايد ساعة بساعة.
وقال ناشطون آخرون إن دبابات الجيش السوري ومدرعاته اقتحمت فجر اليوم الأحد أحياء عدة في مدينة دير الزور على وقع قصف مدفعي اختلطت أصواته بأصوات التكبير التي علت من مساجد المدينة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن العملية تمت بدخول دبابات المدينة من الجهة "الغربية"، حيث تزامن ذلك مع إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات قوية من جهة شارع الوادي الشارع الرئيسي في المدينة.
وأوضح أن هذه الدبابات والمدرعات وعددها يناهز 250 آلية كانت منتشرة في أربعة أنحاء من دير الزور، اتخذت ليلاً وضعية هجومية وتجمعت في أرتال وبدأت تقدمها بقصف حي الجورة، مشيراً إلى أن القصف استمر دقائق فقط وتقدم إثره رتل من الدبابات إلى حيي الموظفين والعمال.
من جهتها، أعلنت "لجان التنسيق المحلية في سوريا حصول انشقاق كبير في صفوف الجيش خلال اقتحامه منطقة الجورة"، مؤكدة أن "العناصر المنشقين يحاولون حماية الأهالي من هجوم الأمن والشبيحة".
وفي إدلب أفاد ناشطون بوقوع قتلى إثر تظاهرة شهدت مشاركة الآلاف بعد صلاة التراويح.
أردوغان ومون يطالبان بوقف فوري للعنف
وأضاف أردوغان أن وزير خارجيته أحمد داود أوغلو سيزور دمشق الثلاثاء القادم لنقل رسائل واضحة وحازمة إلى الأسد.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول نقلاً عن أردوغان تأكيده أن تركيا لن تقف موقف المتفرج على أعمال العنف في سوريا، البلد الذي تجمعه بتركيا حدود طويلة وروابط تاريخية وثقافية وعائلية.
وجدد أردوغان القول إن ما يحدث في سوريا ليس مسألة سياسة خارجية بل مسألة داخلية بالنسة لتركيا، وحذر من أن بلاده لن تقف متفرجة، وعلى تركيا أن تصغي للأصوات القادمة من سوريا، وأن تسمعها وتقوم بما يجب عليها تجاهها.
وفي السياق ذاته، أبلغ بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال هاتفي، أنه يشعر بقلق من العنف المتصاعد في سوريا، وطالبه بوقف نشر الجيش ضد المدنيين.
وفي سياق متصل، وللمرة الأولى منذ بدء موجة الاحتجاجات في سوريا, كسر مجلس التعاون الخليجي صمته مطالباً بوقف فوري لإراقة الدماء.
الموقف الخليجي تقاطع مع مواقف دولية كانت آخرها تصريح لوزير الخارجية الألماني اعتبر فيها أن مستقبل الأسد السياسي أصبح وراء ظهره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق