وكان مجلس التعاون الخليجي أصدر بياناً دعا فيه سوريا إلى الوقف الفوري لإراقة الدماء والبدء بإصلاحات حقيقية، وأضاف البيان أن دول المجلس تعبر عن القلق البالغ والأسف الشديد حيال الاستخدام المفرط للقوة في هذا البلد.
وقال خاشقجي: "بيان الأمانة العامة لدول الخليج هو بداية للإعلان عن تحرك خليجي وسعودي كبير، وليس سراً أنه قبل صدور هذا البيان جرت اتصالات سعودية وخليجية، وأنا أعلم عن اتصالات سعودية عاتبة بشدة على نظام بشار الأسد، ولكن عندما شعر السعوديون أنه لا فائدة من تلك الاتصالات مضوا قدماً بمرحلة ثانية، وهي إصدار هذا البيان من خلال مجلس التعاون الخليجي".
وتابع: "النظام السوري ما زال يقتل شعبه، لكن بذكاء، بحيث لا يستفز المجتمع الدولي قدر الإمكان مع استمرار نشر الرعب في الشارع السوري، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إخافة الناس ومنعهم من التظاهر، لكن العالم كما يبدو لا يقبل سياسة القتل البطيء".
وعن عدم توجيه إنذار من قبل دول الخليج إلى سوريا على غرار ما فعلت تركيا، أوضح خاشقجي أن "الأتراك قادرون على التدخل عسكرياً في سوريا سواء بشكل فردي أو بمشاركة حلف الأطلسي، لكن لا يزال على الشعب أن يستمر في المطالبة حتى يصل الحافز بدول العالم إلى التحرك، ومع أن التدخل العسكري صعب جداً ولا يجب أن نستعجل به ما لم تحصل (سربرنيتشا)".
وأضاف: "أعلم أن كلامي هذا مؤلم للإخوة السوريين لأنني أقصد بـ(سربرنيتشا) هو أن العالم لم يتدخل لنجدة البوسنة إلا بعد عامين، وعقب حصول مذبحة ذهب ضحيتها أكثر من 11 ألف شخص، وتم وضع الحد لتلك الحرب، ومن الملاحظ أن النظام السوري مدرك لهذا الشيء فلم يستخدم مثلاً مروحيات وأقصى شيء استخدمه هو القصف بالدبابات، مع ملاحظة أن عدد القتلى في حماة انخفض بعد أن قتل في اليوم الأول من رمضان نحو 147 شخصاً، ليلجأ بعد ذلك إلى التخفيف من عدد الضحايا".
وقال خاشقجي إن الأزمة السورية قبل الوصول إلى مرحلة التدخل العسكري الأوروبي ستشهد العديد من المراحل والخطوات الاحتجاجية الدولية، مثل سحب السفراء والمزيد من الغضب والاحتجاجات العلنية ،لا سيما من مسؤولين سعوديين وأردنيين، وكما قلت العالم لن يصبر إلى ما لا نهاية على سياسة القتل البطيء التي يتبعها النظام السوري، دون أن نعرف متى وكيف سيكون الرد الدولي الحاسم؟ وعلى الشعب السوري أن يصبر وأن يستمر في النضال من أجل حريته حتى يصل المجتمع إلى مرحلة الغليان للتدخل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق